أن تضيء شمعة خير من أن تلعن العتمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أن تضيء شمعة خير من أن تلعن العتمة

المنتدى يختص بالوسائل التكنلوجية في التربية ةالتعليم


    المعهد العالى للفنون الشعبية

    avatar
    أحمد عز الدين مرعي


    المساهمات : 18
    تاريخ التسجيل : 07/04/2010
    العمر : 27

    المعهد العالى للفنون الشعبية Empty المعهد العالى للفنون الشعبية

    مُساهمة  أحمد عز الدين مرعي الأحد أبريل 11, 2010 7:58 am

    المعهد العالى للفنون الشعبية clown

    الرقص الشعبي بين سؤال الهوية وضرورة التحديث bounce

    .د حسام محسب

    إن جهاز الثقافة الجماهيرية لهو من اخطر الأجهزة الثقافية فى وزارة الثفافة لما له من تواجد فى كل قرى ونجوع وكفور مصر ولكننا إذا أردنا النظرالى الدور الحقيقى الذى تلعبه سوف نجد به العديد من المشاكل التى يجب إن تحل بشكل جذرى حتى تستطيع إن تؤدى دورها المطلوب منها على أكمل وجه من اجل تأدية دورها الحقيقى فى الحفاظ على هويتنا الثقافية بجانب تشجيع ألهواه حيث إن هناك خلط شديد بين فلسفة وجوده والدور الذى تلعبه ألان على ارض الواقع .

    ففى العديد من الأعمال المسرحية التى تقدم فى فرق العروض المسرحية سواء على مستوى القوميات أو على مستوى المدن نجد العديد من المخرجين يهتمون بأن تشمل عروضهم العديد من الرقصات وهنا لب المشكلة فهو ليس فى وجود الرقصات داخل العرض المسرحى ولكن فى كيفية تقديمه فى الإطار الصحيح دون إن يكون مصنوع لإرضاء رغبة البعض فى وجود رقصات تلبية لبعض الرغبات أو لاستكمال الشكل الاستعراضى للعمل وكذالك يبرز لنا تسائل هام وهو كيفية تناول بعض المصممين لرقصاتنا الشعبية داخل العروض فنجد أنهم يعملون دون حسيب أو رقيب ويكون شاغلهم الشاغل هو إبراز الجانب الاستعراضى بعيدا عن ماهو أصيل وحقيقى فى البيئة وينبع ذالك إدخال العديد من الموتيفات الحركية الغريبة المقتبسة من وسائل الأعلام المختلفة دون وعى وذالك لعدم معرفتهم بأصول التصميم وكيفية استخراج وتركيب الجمل الحركية بشكل صحيح ، وهذا ليس دعوه للتوقف عن ضرورة التحديث فى تناولنا لرقصاتنا الشعبية فى إطار العرض المسرحى بل يجب إن يكون هذا بوعى وحرص شديد لان اغلب العروض الآن توثق وتحفظ فى أرشيف الهيئة وهنا تكمن أكبر المشاكل لأننا نوصى البعض بالرجوع الى المحفوظ لاتخاذه كنموذج لما يجب إن يكون وبذالك نؤصل لما هو مزيف وغير أصيل .ونساهم فى الإخلال بالمنظومة الثقافية المصرية .

    لاشك آن المنظومة الثقافية لأي مجتمع تغطى كل الفعاليات الإنسانية التى تحدد ألادراكات والعواطف من خلال خبرة وجودية بالمجتمع والعالم وهي التي تقوم بدور الموصل بين المعارف الإنسانية، وهي وسيلة الاتصال آلتي تنمى وتطور علاقة الإنسان بالمجتمع وبالعالم ومن هنا لابد من آن نعرف ماهى ولكننا نجد إن تعريف الثقافة لم يقر له قرار فهو من المفاهيم أو المصطلحات الزئبقية أو العائمةً، ويختلف مفهومه لرجوعه تاريخاً لتطورات عديدة سواء من حيث مدلوله أو تعريفه الانثروبولوجي إلا أننا يمكن أن نستند إلى تعريف الأنثروبولوجي الإنجليزي " إدوارد تيلور" في كتابه "الثقافة البدائية" الصادر عام 1871 بأنه التعريف الأكثر تكاملا ودقة، والذي جاء فيه أن الثقافة هي " ذلك الكلّ المركّب الذي يشتمل على المعرفة والعقائد والفن والأخلاق وغيرها من القدرات والعادات والتقاليد التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في مجتمع ما، وهي تشمل الأشياء مثل الأدوات والفنون التي يتواصل بها الإنسان مع حياته"1.

    وتتمثل مكونات الثقافة في " أنماط السلوك التي تُحدّد علاقة الإنسان بالآخرين، وعلاقته بما حوله من مادة كما أنها تحدد علاقته بعالم القيم والأفكار ومن البديهي أن أنماط السلوك هذه هي مركبات لظواهر متعددة، وهي لا توجد في الواقع الاجتماعي بصورة مستقلة بل هي في تداخل وترابط بحيث يتعذر أحيانا التمييز بين ما هو مادي منها وما هو معنوى وبذالك يكون مفهوم الثقافة أشمل وأعم من مفهوم مصطلح الحضارة الذي أعد لوصف مرحلة محددة من التطور الثقافي لمجتمع ما من خلال الاحتفاظ بالسجلات المكتوبة وإنشاء المباني والمدن الكبيرة و استعمال التقنيات المتقدمة في الزراعة، الصناعة، الفنون وبهذا يمكننا استخدام مصطلح ثقافة بدلا من حضارة لشموليته "2فالثقافة هي المخزون الحي في الذاكرة، كمركب كلي ونمو تراكمي.. مكون من مُحَصِّلة العلوم، والمعارف، والأفكار، والمعتقدات، والفنون، والآداب، والأخلاق، والقوانين، والأعراف، والتقاليد، والمدركات الذهنية والحسية، والموروثات التاريخية، واللغوية، والبيئية.. التي تصوغ فكر الإنسان وتمنحه الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تصوغ سلوكه العملي في الحياة ، والثقافة هي المعيار التي تتحدّد به هوية كل مجتمع بشري، ولا يمكننا تصور مجتمع بلا ثقافة ولكل مرحلة من مراحل حياة المجتمع سمات ثقافية، تتأثر وتؤثر في عوامل نهوضه أو تفككه وتواجد داخل المجتمع نفسه مجموعة من الثقافات الفرعية المعبرة في السمات والمظاهر والمستويات المعيشية والعوامل الجغرافية والمناخ وطراق الإنتاج لمجموعه من البشر داخل المجتمع، وبهذا فان الثقافة الفرعية هي ثقافة قطاع مميز من المجتمع، لها جزء ومستوى مما للمجتمع من خصائص، إضافة إلى انفرادها بخصائص ذاتية ،ويكتسب الفرد الثقافة من مجتمعه، ولكن بوصفه عضو في قطاع اجتماعي معين، فانه لا يحمل كل ما في ذلك المجتمع من عناصر الثقافة .

    تتميز المرحلة المعاصرة لتطور البشرية الثقافي والاجتماعي بانتشار العولمة وتجديد المجال الثقافي من جهة وتطابق دور الثقافات الإقليمية التقليدية في تطور الحضارة العلمية من جهة أخرى أن نزعات التكامل في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية والثقافية تنتشر في آن واحد مع نمو المظاهر العرقية والثقافية المتعددة " وأصبح من الواضح أن تطور ثقافة من الثقافات الوطنية يعود آلي درجة انضمامها إلى العملية الثقافية العالمية وقدرتها على المحافظة على مدى أصالتها وعدم فقدان صفاتها العرقية والثقافية "وانطلاقاً من واقع أن كل مجتمع إنساني يتمتع بمنظومة من السلوك الذي تحكمه معايير قد تختلف نسبياً من مجتمع إلى آخر حتى داخل الثقافة الواحدة (مثال ذلك الثقافة العربية ومن لها من ثقافات فرعية تحكمها عوامل قسرية مثل العوامل الإقليمية والجغرافية وربما ازدواجية اللغة كحالة الجزائر بين أصول بربرية وأخرى عربية) ، كما تحكمها معايير أخرى تؤدي إلى ألوان أخرى من المعرفة مثل (الاستعمار والهجرات والحروب وما إلى ذلكم من الأمور وربما ازدواجية اللغة مرة أخرى لكن هذه المرة نرى الازدواجية بين اللغتين الفرنسية والعربية في بلاد المغرب العربي) فانه يتم تآلف الأفراد مجتمعياً وتثاقفياً ويتمتع الإنسان بمنظومة هذا السلوك منذ ميلاده بل ويتطور ذلك السلوك وينمو معه طالما ظل يعيش في ذلك المجتمع"3.

    من هنا يمكن القول بأن الثقافة بهذا المفهوم تختلف عن الثقافة بالمفهوم الذي استخدم لوصف شخص مصقول صقلاً عالياً ، وله دراية بالموسيقى ، والأدب ، والفلسفة ، والسياسة ويجيد لغة عالمية إضافة إلى لغة أمه الأصلية ، بل وربما يتضمن أيضاً توجهات ثقافية أُخرى مشتركة مع الحياة المتحضرة من المعرفة بعالم الاتصال الحديث كالإنترنت وقريناته وما شابة ذلك.

    ومع ذلك فأن نشؤ الظواهر والأنظمة الثقافية الجديدة يحدث بصورة مستمرة ولهذا السبب من المهم جدا أن يتحقق فهم للظواهر الثقافية الجديدة وتكاملها مع الأنظمة الثقافية الكائنة وتحديد قوانينها وتناقضاتها ومن المعروف أنه لا يلتقي الماضي والحاضر في نشء وتطوير ثقافة ما وكثيرا ما تؤثر الظواهر الجديدة تأثيرا سلبيا على الأشكال التقليدية وتعرقل كشف المعنى العميق ومضمونها الأولى ، والأشكال الثقافية المشوهة التي لا يمكن أن تعتبر تقليدية وتعطى للثقافة طابعا عرقيا كاذبا أو طابعا شعبيا كاذبا "1 واليوم يمكن الإشارة إلى تزايد ديناميكية نشؤ الظواهر الثقافية الجديدة آلتي تتفق وسرعة التقدم العلمي والفني والإعلامي في المجتمع ويؤدى ذلك ألي تدمير وتشويه القيم والعادات والتقاليد الداعية للتطور الاجتماعي ويفقد الناس رؤية القيم الأصيلة والتجاوب الاجتماعي والوحدة الثقافية للمجتمع هذا هو أحد أهم التناقضات العامة لتطور الثقافة الديناميكي المعاصر وتراجع الوعى الثقافى فى مصر.

    على الرغم من توفر الإمكانيات المادية للمؤسسات الثقافية الرسمية لتحقيق الارتقاء بالوعي الثقافي والمحافظة على الهوية الوطنية والشخصية المتميزة للإنسان، إلا إن النتاج الثقافي لتلك المؤسسات لم يكن في المستوى المطلوب قياساً بالإمكانيات ويرجع ذالك لعدد من الأسباب منها:

    · غياب الاستراتيجية الثقافية والخطط القادرة على تحديد الأهداف والآليات، وهذه الاستراتيجية من مسئولية المؤسسات الثقافية والاجتماعية والتربوية المعنية بالهوية الثقافية والوطنية في الدولة.

    · غياب التنسيق الثقافي بين المؤسسات الثقافية والتربوية الفنية العاملة في مصر الأمر الذي أدى إلى وجود ازدواجية الأنشطة وتغليب الكم على الكيف، وضعف المستوى والمضمون وتهميش الثقافة الجادة والبعد الوطني فيها .

    · تركيز العمل الثقافي في مصر على المدن الرئيسية وتغييب المناطق الريفية والنائية رغم أهمية الربط بين المدن والريف لوجود ثقافة أصيلة وموروث غني في تلك المناطق.

    · توجه المؤسسات المعنية بالعمل الثقافي في برامجها على الثقافة الخارجية أكثر من تركيزها على الثقافة المحلية .

    · ضعف المناهج التعليمية في الدولة سواء في المدارس أو الجامعات من حيث تناولها للمواضيع الثقافية والإبداعية وعدم تناولها للثقافة الأصلية أو الموروث الشعبي للمجتمع على النحو الذي يؤكد الهوية الوطنية لدى الأجيال، كما أنها تغيب الرموز الثقافية التي عرفتها الساحة الثقافية للدولة فضلا عن تغييبها لمعطيات ومفردات الإشكال الثقافية المصرية.

    · تغييب وسائل الإعلام المختلفة «تلفزيون وإذاعة» لأشكال الثقافة الوطنية وعدم إسهامها على النحو المطلوب في استثمار الرموز الثقافية حيث تتسم البرامج الثقافية بالسطحية مع عدم تناول قضايا التراث والثقافة الوطنية في المجتمع فيما نجد أن هناك تركيزا واضحا على قضايا المجتمعات الأخرى من خلال البرامج المنقولة عن برامج غربية والتي في كثير من الأحيان لا تراعي أخلاقيات المجتمع المصرى وعاداته وتقاليده .

    · ضعف مضامين الصحافة وتغييبها أو تهميشها للثقافة الشعبية وهذا السلوك أوجد تيارا من عدم القناعة بموروثنا الثقافي وبعطاء تاريخ الثقافة الوطنية في مصر لدى أجيال اليوم.

    فالثقافة المصرية التقليدية يزيد عمرها عن 3000 سنة هي جزء لايتجزء عن الثقافة العالمية والثقافة المصرية هي عبارة عن تركيب فريد من نوعه يشمل الشكل البيئي المصري القديم والبيئة المعاصرة وعدم وجود بحوث للجوانب المختلفة لهذا التركيب يعتبر تناقضا من التناقضات يتطلب بحثا نظريا عميقا ونجد الآن أن بعض الباحثين يلجئون إلى نماذج من التراث الثقافي المصري القديم من آثار ونصوص تقليدية وفلكلورية دون غيرها مما أدى إلى عدم أدراج الأشكال الأخرى من الثقافة المصرية التقليدية إلى دائرة الاهتمامات العلمية بما في الرقص الشعبي المصري الذى هو جزء لايتجزء من ثقافة مصر ذات التقاليد المستقرة مما شوه الصورة المتكاملة للحياة الثقافية فى مصر القديمة وقلل من مقدرة الأمة التاريخية والثقافية وإمكانية مراعاة التوازن المطلوب بين العناصر التقليدية والعناصر المعاصرة في الثقافة المصرية و توجد ظاهرة هامة من وجهة نظر الممارسة الفعلية وهى السياسة الثقافية المصرية المعاصرة الغير موفقة لحفاظ وتطوير تقاليد الرقصات ألشعبيه المصرية آذ لا توجد جهات معنية توجه عناية كافية لحل هذه القضية في النشاط الفلكلورية والتدريب ألفني المهني، ولا توجد مدارس أو معاهد متخصصة في تدريس الرقص الشعبي المصري وما يرتبط به من فنون أخرى.

    وهناك القليل جدا من المؤلفات والدراسات المكرسة لبحث ثقافة الرقص المصري وأهمها مكتبته أرينا ليكسوفا فى كتاب بعنوان الرقص المصرى القديم وهو المرجع الأم لكل الأبحاث التى تتحدث عن الرقص المصرى فى مصر القديمة فلقد ظهرت ثقافة الرقص في القصور والمعابد المرتبطة بالصورة المباشرة بالدين الرسمي والثقافة الشعبية الناجمة عن أيمان شعبي والحياة اليومية الاقتصادية وتدل على ذلك المراجع الأثرية ويمكن إعادة أشكال الرقص التقليدية على أساس دراسة وتحليل وفك رموزها الفنية والنصوص والدلائل التاريخية الخطية، وإهمال هذه الطبقة من الثقافة التقليدية المصرية هو آمر خاطئ ويعرقل تشكيل التصور الكامل لهذه الثقافة بما تحمله من مفردات .

    وعلى الرغم من أهمية الموروث الشعبي في المحافظة على شخصية المجتمع وهوية الإنسان، وباعتباره حصنا منيعا في مواجهة التحديات التي تواجه ثقافة المجتمع للحيلولة دون انصهارها في ثقافات الغير، إلا إن الاهتمام بهذا الموروث الشعبي لم يكن بدرجة تحقق الهدف من حمايته سواء كان ذلك على المستوى الرسمي من خلال المؤسسات الرسمية كوزارة الأعلام والثقافة أو المؤسسات الثقافية التابعة للحكومة وظلت الجهود المبذولة في هذا الإطار جهودا فردية تفتقر إلى حد ما إلى منهجية البحث.

    وخلال عشرات السنين الماضية قد نشرت بعض المؤلفات الخاصة بالرقص الشعبي المصري لسعد الخادم ونفيسة الغمراوى ولكن تمت كتابة المؤلفات المذكورة سابقا طبقا لأساليب فن الرقص التقليدي ولم يتطرقوا لارتباطها بنشئة ثقافة الرقص الشعبي المصري وأسسها الاجتماعية الوظائفية كما لم يتطرقوا لقضايا الحوار بين الثقافات والعلاقة بين العادات والتقاليد والمظاهر الجديدة أثناء عملية تطور ثقافة الرقص الشعبي المصري ولذالك تجب إعادة دراسة الرقصات الشعبية المصرية للوصول إلى

    · تحديد طرق نشء ثقافة الرقص الشعبي المصري وتحليل أهميتها في المجال الثقافي عامة وإعادة بناء عناصرها .

    · تحديد وتحليل المراحل الهامة في نشء وتطور ثقافة الرقص الشعبي المصري .

    · تحديد مكانة وخصائص ثقافة الرقص الشعبي في تراكيب ثقافة فن الرقص المصري التقليدي .

    · الوصف الفني الجمالي لأصالة الظاهرة المدروسة .

    · وصف نزعات عامة لتطور ثقافة الرقص في المجتمع المصري المعاصر .

    · إيجاد وتقديم التناسب بين الثقافة التقليدية والظواهر الجديدة .

    · وصف وتحليل وتصنيف نماذج ثقافة الرقص الشعبي المصري لمصر الحديثة طبقا للمبدأ للأجناس والأقاليم .

    · تحديد الشروط والأصول الممكنة لإعادة بناء تقاليد الرقص الشعبي المندثر .

    · إيجاد الوسائل الفعالة لحفاظ وتطور تقاليد الرقص الشعبي.

    · إيجاد الطرق الفعالة لحفاظ إشكال ثقافة الرقص المصري الشعبى في العهد الراهن بعيدا عن المتغيرات الحادة التى تسود المجتمع ألان .

    يرى الباحث انه من أفضل طرق الاستيعاب والحفظ وتطوير تقاليد الرقص الشعبي المصري هي :

    · تطوير النظام القومي للتربية الفنية المهنية .

    · تدريب كوادر ماهرة في مجال فن الرقص الشعبي .

    · فتح مدارس ومراكز واستوديوهات للرقص الشعبي المصري .

    · إقامة مهرجانات وأعياد ومسابقات الرقص الشعبي المصري بجانب الحرف والألعاب الشعبية وذلك على مستوى المدن و المحافظات أو على المستوى الإقليمي من دول الجوار كما يحدث فى مهرجان الاسماعليه.

    يجب أن نرى دراسة عميقة لثقافة الرقص الشعبي ويدرج برنامج الحفاظ عليها مع الأخذ بعين الاعتبار طابعها العرقي والمزايا الإقليمية للحياة اليومية لحافظي هذه التقاليد وتعتمد على مبدأ التفريق الاجتماعي ومن خلالها تناقش الثقافة الشعبية وما تأثرت به من ثقافات أخرى كالثقافة الرسمية " فجميع الباحثين يروا وجود التناقض بين الثقافة الشعبية والثقافات المتخصصة كما أشار افيرينتسيف س.س إلى وجود درجتين للثقافة : الثقافة البيئية وثقافة المثقفين أما الثقافة البيئية فهي تنقل من الأبوين إلى الأطفال بصورة طبيعية وإذا انهارت طبيعة هذه الحياة بأختفاء حاملى الموروث الثقافى الشعبى تنهار هذه الثقافة نفسها آذ توجد تناقضات بين الثقافة الشعبية وثقافة النخبة وثقافة المثقفين والثقافة الرسمية التي تتميز بمستوى عالى للتخصص "1.

    فالثقافة الشعبية هي الثقافة التي تنشأ من جانب أصحاب الوعي التقليدي ولا تحتاج إلى تعليم بشرط استمرار وجود البيئة الاجتماعية المناسبة والوسيلة الأساسية للارتباط بين الأجيال هي الحفاظ على العادات التقاليد ولإيجاد الأسس المنهجية للفهم المتكامل لثقافة الرقص الشعبي المصري كان من الضروري اللجؤ آلي مفهوم " التقليد " لان التقاليد هي آلتي تؤمن وحدة ثقافة الشعب وتلعب دورا هاما في تشكيل الوعي الذاتي الوطني والتاريخي وجوهر التقاليد هو نقل الخبرة الاجتماعية للأجيال الناشئة ويكمن معنى التقاليد في المحافظة على التراث والعلاقات بين الأجيال والحوار بين المراحل الماضية والمعاصرة لتطوير الثقافة ، أن شكل الحياة وأشكال النشاط الاقتصادي والعادات والتقاليد و العلاقات المتبادلة بين أعضاء المجتمع ونوع العائلة والعلاقات مع الطبيعة والدين والمعرفة واللغة والصور والرموز هي الأجزاء المكونة للتقاليد الواسعة وكل جزء من هو عبارة عن " درجة ثقافية "

    بسيطة إي جزء من أجزاء الثقافة بشكلها العام وهذا الجزء أو الظاهرة الثقافية على حدة لا يكون قادرا على أن يعطى تصورا كاملا للثقافة ولو خرج من طياتها "2.

    وهكذا فأن محاولة وضع تصور كامل للثقافة المصريه لا يمكن بدون تحليل لثقافة الرقص الشعبي المصري التقليدي ، فالثقافة التقليدية فهي النماذج الثقافية والأشكال التي تتمتع بالشعبية المبنية على العادة التاريخية والتقاليد التى تعتبر ميزة خاصة بثقافة جميع الفئات الاجتماعية فى المرحلة المعنية لتطور المجتمع وهناك صعوبات في بحث جوهر وتصور هذه الظاهرة إلا أنه يمكن القيام به على أساس دلائل ثانوية مرتبطة بالمعلومات التاريخية والآثار ويمكن الحصول على المعلومات حول ثقافة الرقص الشعبي المصري القديم عن طريق دراسة البرديات والرسومات الفنية والكتابات على جدران المعابد والمدافن لدراسة الرقص الفلكلوري ودوره في تشكيل ألاسطوره القديمة لان التصورات الأسطورية كشكل قديم للوعي الديني قد ساهمت في نشأة المناسك والطقوس وتشكيل الثقافة الفنية الشعبية .

    أن لكل بلد تراثه الشعبي وتراث مصر الشعبي وتقاليده الحية مغروسة في نبع عميق نابض بالحياة و التنوع نشأ من الطقوس وتعاقب الثقافات على مر آلاف السنين والفن الشعبي بطبيعته هو فن حياة الإنسان داخل مجتمعه ذالك المجتمع الذي هو خلية حية داخل المجتمع الإنساني ككل واستخدام عناصر من المأثورات الشعبية لا يهدف ألي الحفاظ على هذه العناصر بوقعها المعاش ولكن بهدف الكشف عن القدرات الإبداعية لهذا الشعب .

    وقد أشار الباحثون الروس المشهورين ميلتينسكى ى.م، توكاريف س.أ إلى أن " الأسطورة ليست من فنون الكلام التى تأخذ شكل السرد وإضافة إلى ذلك قد تكون النزعة الأسطورية في الأشكال المختلفة وخاصة في شكل الطقوس الراقصة التى يرى العلماء أنها كانت تحتل مكان الصدارة في الأطر الفلكلورية القديمة وان الكلام والموسيقى كانا يتبعانه "1 وفى إطار الفلكلور المصري القديم تبلورت مختلف أنواع ثقافة الرقص المتخصصة في القصور والمعابد المرتبطة بالدين الرسمي وثقافة الرقص الشعبية الناتجة من المعتقدات الشعبية والبيئية والنشاط الاقتصادي وتطور أقدم نوع من الثقافة الشعبية الرقص تحت تأثير ظروف حياة الشعب التاريخية والاجتماعية والجغرافية وعلى الرقص أثر المكان والوقت والتقاليد وسيكولوجية نظام الفكر الشعبي الفني ومنذ الاذل والرقص هو جزء لايتجزء من نظام الطقوس المربوط بأشكال الثقافة الشعبية الأخرى والرقص الشعبي المصري قد ولد كالوحدة المتوثقه مع العديد من العناصر الأخرى وتشمل الإيقاع الداخلى للإنسان والموسيقى والفن الزخرفي والغناء آلتي نبعت من العقائد الدينية والطقوس ولذلك الرقص المصري التقليدي هو نوع متماسك من الفن.

    ويجب الإشارة إلى أن الشعب المصري قد اكتسب بعض عناصر الثقافات التقليدية للشعوب المجاورة التي كانت مصر على اتصال ثقافي معهم وفى نفس الوقت حافظ على أصالة وذاتية ثقافتة الشعبية التقليدية وقد دلل على ذلك عالم المصريات الروسى الاصل ب.نيوبترى الذي كرس حياته لدراسة مدافن نبلاء المملكة الوسطى في بني حسن حينما قال" نرى في جميع مظاهر الحياة اليومية في مصر طقوس تمارس من الولادة حتى الموت ليست فقط بطقوس إسلامية أو مسيحية أو رومانية بل مصرية فى ذاتها كما قال أن مصر هي مخطوطة قديمة والمخطوطات القديمة تكشف عن نفسها رغم الطبقات السطحية التى قد تغطيها على مر التاريخ ، وبظهور الإنسان على الأرض كان يبحث دائما عن أشكال مختلفة من الحركة للتعبير عن نفسه والبيئة المحيطة والعلاقات بالآخرين والطبيعة وطور فى أستخدمه للحركات الإيقاعية ووجهها إلى خدمة آلالهة وعبادتها كأساس لثقافة الرقص كإحدى أشكال علاقة الإنسان بالله والنظام الطقوس التقليدي وأفترض بأن الرقصات الدينية المقدسة كانت باكورة ظهور ثقافة الرقص المصري "1 .

    والآمر الهام أثناء دراسة ثقافة الرقص الشعبي المصري هو تحليلها كجزء من ثقافة الرقص التقليدي عامة ودراسة تركيب هذه الظاهرة وتصنيف الثقافة الشعبية المصرية على عدة مستويات

    أولا :- تحديد مكانة وخصوصية الثقافة الشعبية في نظام الثقافة التقليدية لمصر القديمة.

    ثانيا :- تحديد الأجزاء المكونة لثقافة الرقص الشعبي نفسها .

    وعلى أساس التحليل النقدي البناء لتصنيفات ثقافة الرقص المصري أقترح تصنيف يتفق وأهداف ومهام هذا البحث ويقع فى أساسه مبدأ تباين بين ثقافة الرقص الشعبية والمتخصصة ولو كان هذا التباين تباينا رمزيا كما نعتمد على فرضية أن جذور ثقافة الرقص المصرية لها طابع ديني ووجد في تركيبها الأولى .

    1. ثقافة الرقص في القصور والمعابد .

    2. ثقافة الرقص الشعبية البيئية .

    والأجزاء المكونة لثقافة الرقص المصري التقليدي فى العصر الفرعونى كما ذكرت أيرينا لكسوفا فى مرجعها الرقص المصرى القديم وهى :-

    " رقصات تهدئة الروح والرقصات المرتبطة بالبيئة والنشاط الاقتصادي وتنقسم ثقافة الرقص في القصور والمعابد الى رقصة قربان الالهة ورقصات ترفيهية ورقصة تهدئة روح الميت ورقصة قربانية ورقصة الزفاف والرقصة الحربية والرقصة التقليدية والرقص الرياضى ورقص رمزى ورقص تمثيلى ورقص غنائى ورقصة الأقزام "1.

    وأثناء البحث عن الميزات الفنية الجمالية لمفردات منسجمة لثقافة الرقص المصرية وجد إن التماسك المتبادل بين الفن التصويري التطبيقي والفن التعبيري أن الطابع الفني الجمالي الخاص لثقافة الرقص المصري القديم قد تجسد في الأزياء المصريه التي تظهر التقاليد القديمة المربوطة بالتاريخ العرقي والظروف الاقتصادية والاجتماعية والمناخية حيث تعكس الأزياء خصوصيات الاقتصاد والبيئة فجاءت أشكال الأزياء بسيطة ولكن كانت ترافق بالعديد من التوابع والاكسيسوارات المقدسه التى كانت من الضروريات الجمالية ولها الكثير من المعنى الرمزيه .

    مكانة تقاليد الرقص في الثقافة الفنية المصرية "

    خلال عدد كبير من القرون تغير الوضع التاريخي داخل مصر وخارجها وتغيرت أشكال الدولة وبعد تدهور الحضارة المصرية القديمة والاحتلال اليوناني والروماني تم تبديل الديانات المصرية القديمة بالدين المسيحي الذي انتشر مع الاحتلال اليوناني والروماني في تطور مصر القديمة وقد أثرت الثقافة اليونانية على فن الرقص المصري كما أثر في معظم أشكال الثقافة المصرية وبعد أن توقف نشاط المعابد المصرية القديمة يمكن أن يدور الكلام حول تدهور ثقافة الرقص الرسمية بالقصور والمعابد وأصبح يحفظ ويتطور في البيئة الشعبية فقط فى العصر المسيحى ثم تلاه العصر الاسلامى .

    ونتيجة لعملية التأثير المتبادل وتركيب ثقافات الشعوب الإسلامية تشكل الثقافة الإسلامية آلتي حددت العقيدة ونمط الحياة والأخلاق والمثل العليا والمؤسسات الاجتماعية والسلوك فى مصر لعديد من القرون ونجد أن الثقافة المصرية بشكل عام وثقافة الرقص المصرية بشكل خاص حافظت على ميزاتها الخاصة وأصبحت جزء من للثقافة العربية الإسلامية الى جانب تطور المجتمع المصري خلال المائة وخمسون سنة الماضية نتيجة الاحتلال والاتصال الحضارى مع الدول الغربية مما أدى الى أن تتشكل الثقافة المصرية المعاصرة تشكيلا فريدا معبرا عن الكينونة المصرية القديمة وثقافة القرون الوسطى والثقافة الحديثة .

    فأن عملية اكتساب العناصر الفلكلورية ذات الطابع الأصيل والتى تتضمن البعد التاريخي للثقافة البعيدة عن التشوية والتزييف يجب أن تقوم على أساس معرفة العادات والتقاليد وسعة الإطلاع والاحتراف والتكامل المثمر بين كافة العناصر الشعبية مع ثقافة الرقص قد يكون ممكنا بشرط مراعاة

    أولا :- أجراء البحوث النظرية والميدانية الجدية في مجال فن الرقص الأصيل ومراحل نشؤه ووضعه الحاضر من أجل جمع ووصف وتصنيف الرقصات الشعبية انطلاقا من مبدأ كونها الإقليمي العرقي في مصر المعاصرة وذلك يتكشف تركيب مصر الإقليمي والسكانى الذى يتكون من ثلاث أجناس بشكل اساسى هم " المصريون والنوبيون و البدو " من اجل المساهمة في الحفاظ على النشاط ألفني الشعبي وتراثه الثقافي.

    ثانيا :- للبحوث النظرية يجب أن تتبعها الممارسة الفعلية من أجل استيعاب الرقص الفلكلوري من جانب جماعات الرقص لان نشاط هذه الجماعات سوف يساعد على إخراج هذه الى الجمهور والمساهمة فى الحفاظ عليه من الاندثار وكذالك الحفاظ على جوهرها الشعبي الأصيل.

    فالنوبيين الذين يقطنون من الزمن البعيد في جنوب وأدى النيل تشكلت ثقافتهم تحت تأثير عملهم بالزراعة والملاحة النهرية وبعض الأعمال الحرفية وتربية الإبل وحراسة الحدود الجنوبية من جهة وظلوا محتفظين بالشكل التقليدى لثقافتهم نتيجة لجمود المجتمع النوبي الذي يقدس عادات وتقاليد الأجداد ويرفض التجديد وسبب ذلك هو عزلة النوبيون وبعدهم عن المراكز الحضارية وذلك قبل توطينهم في أسوان وظلوا أيضا محتفظين بها تهجيرهم الى المناطق الجديدة كما انه أيضا هناك العديد من العوامل التى ساهمت فى تشكيل هذا الشكل وهو تأثرهم بالعلاقات مع الشعوب الأفريقية المجاورة والقبائل البدوية التى هاجرت الى المنطقة من الجزيرة العربية وانعكس ذلك في الإشكال الراقصة والغنائية للمجتمع النوبي .

    أما البدو الذين وصلوا من الجزيرة العربية وقطنوا في " المناطق الشرقية والجنوبية " فنجد أن الفن الشعبي هو جزء لا يتجزأ عن حياة البدو الاجتماعية وتنتقل من جيل آلي آخر على مر السنين ويظهر هذا فى حياتهم اليومية من خلال تمسك الشباب بعادات وتقاليد الأجداد حتى اليوم فى كافة نواحى الحياة.

    أما عند المصرين فنجد انه توجد العديد من العادات والتقاليد التى حافظ عليها منذ قديم الأزل وحتى ألان مثل الاحتفال ببعض الأعياد القديمة مثل الاحتفال بعيد وفاء النيل والاحتفال بعيد شم النسيم والعديد من الموالد القديمة التى ظل الشعب محتفظ بشكلها مثل الاحتفال بمولد أبو الحجاج بالأقصر والذى كان فى العهد الفرعونى يدور احتفالا بالإله آمون ومن أكثر الرقصات الشعبية انتشارا في الثقافة الشعبية هي رقصه مصرية قديمة وهى رقصة التحطيب وهي تجسد الصراع بين الرجال الذين يعبرون بحركات العصا عن حذاقة ومهارة واحتمال جسماني والإتقان في استخدام العصا للدفاع عن النفس ويرجع تاريخها إلى أيام الفراعنة وكان يستخدم في المبارزة بين الرجال في ذلك الوقت وحديثا استخدم المصريون العصا خلال ممارستهم للألعاب لشغل وقت الفراغ لتربية النفس والقوة التحمل وتنتشر رقصة التحطيب في جميع محافظات مصر وتختلف طرق أداء الرقصة طبقا للمناسبة التى تؤدى بها وهناك شكل أخر للتحطيب وهو يسمى البرجاس وهو شكل راقص يؤدى من أعلى الحصان وهى ثمرة لتفاعل الثقافتين المصرية والبدوية.

    وفى المدن نجد رقصة الزار وعند تحليل هذه الرقصة وارتباطها بالمعتقادات الشعبية نجد أن بعض عامة الشعب يؤمنون بأنه يساعد في علاج الأعصاب ويصاحب هذا الرقص نشوة روحية المؤدون وهو يؤدى بمصاحبة الغناء ودق الطبل وفيه ترقص النساء فقط بقيادة " الكودية " التي تقود طقس الزار لطرد الأرواح .

    في الفترة الأخيرة تطور المجتمع المصري تطورا كبيرا في كافة المجالات ألا أن هذا التطور صاحبه اعتماد الإنسان المصري على الثقافة الغربية في حياته اليومية وأصبح مستهلك لثقافة الغير بما لهذا من تأثيرات على المجتمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية مما أدى آلي اختفاء العديد من عناصر ثقافتنا الأصيلة ومع مرور الوقت سوف يختفي المزيد مما يؤدى اختفاء وانصهار حضارتنا " فالحضارات لا تلتقي ولا تتعايش و إنما تتصارع وتتصادم ومنها من ينهار بسبب الغزوات الخارجية مثل حضارات قرطاج والانكا ومنها ما يتحلل بفعل الهرم آو الشيخوخة مثل الحضارة الفرعونية ومنها ما يتحول إلى ثقافة عبر حضارة أخرى مثل وضع الحضارة الإغريقية آلتي ذابت في قلب الحضارة الرومانية "1 فكل هذا يحفزنا ويدعونا آلي المحافظة على هويتنا الثقافية لأنها تشكل الرؤى الذاتية للشعوب ونظرتها الخاصة للحياة والوجود آلتي تتوارثها الأجيال عبر التاريخ والتي تعتبر من أهم دعاماتها وركيزة أصالتها .

    وتاريخ مصر الطويل مثالا جيدا للتطور الثقافي فى عصور الازدهار أو الانهيار وبخاصة من عصور ما قابل التاريخ ثم العصر الفرعونى والإغريقي و البيزنطي و الإسلامى و العصر الحديث وقد لاحظت أن الثقافة المصرية مليئة بالمورثات الثقافية القديم التى تؤكد أن التقاليد الشعبية المصرية ثابتة وضاربة فى جذور التاريخ من الأزمنة السحيقة حتى الآن .

    ولكننا سوف نكتشف ضرورة الاحتفاظ بكل الأشكال التقليدية للثقافة المصرية وليس شكل واحد لأنها جميعها تتكامل ولا يمكن بالاحتفاظ بعنصر بمعزل عن العناصر الأخرى على سبيل المثال فأن معظم الثّقافات التّقليديّة غير التقنيّة وقد خلقت الحكايات والخرافات المعقّدة لتفسير حدث أو ظاهره وهنا يبرز السؤال هل يجب أن تستمر مثل هذه الخرافات ونحافظ عليها وتتوَارثها الأجيال أم لا ؟

    والإجابة هي نعم يجب أن نحتفظ بهذه الأشكال لأنها جزء من تراث ووجدان الشعب ولكن يجب أن نكون على وعى شديد بأن هذه الأشكال لاتخرج عن كونها شكل من الأشكال التراثية الخرافية والتى ليس لها أساس فى الواقع مثل طقس الزار .

    " وحيث أن معظم المجتمعات تتكون من أجناس عديدة ولكن هناك جنس يغلب على المجتمع ومن هذا يتضح أن الهوية الثقافية للمجتمع تتشكل من مجمل العناصر الثقافية المكونة للجماعة الشعبية "1 وهناك هؤلاء الذين يجدون أن الثقافة النوبية أو العربية غير جديرة بالمحافظة عليها لأنها انصهرت داخل المجتمع المصرى وهذا غير صحيح فلابد من الحفاظ على هويتهم الثقافية لأنها من الثقافات التى ساعدت فى تكوين الدّولة المكونة من القوميات والثقافات المتنوعة لمواطنيها وهناك محاولات تقوم بها الدّولة للتأكيد على التجانس الثّقافى وعدم صحة الادعاء بأفضلية ثقافة محلية على أخرى أو قومية على أخرى من أجل بناء دولة قادرة على حفظ التنوّع الثّقافيّ الإقليمي الذى يميزها عن الثقافات الأخرى وهناك مجموعة من المسلمات تتعلّق بالثقافات التّقليديّة وهى " أن الثّقافات نشيطة دائما وغير خاملة ومتغيرة ومتحركة طبقا للتغيرات التى يحدثها التقدم العلمى بجانب التأثيرات التي تحدثها الحروب والغزوات والاتصال بالثقافات الأخرى "1.

    آلا أن دارسوا الفلكلور لايهتموا بالثّقافة التّقليديّة للمجتمعات الموجودة فقط بل والثقافات المندثرة والتى أصبحت مجرد تاريخ كما حدث فى الثقافة الفرعونية حيث يتم الاحتفاظ بالثقافة الخاصة بتلك المجتمعات من خلال التوثيق البحثى أو المؤلفات والأفلام وأنشأت متاحف الفلكلور بهدف حفظ الأشكال الفنيةّ للثّقافة التّقليديّة بعرض الأدوات الشّعبيّة ووضع تفسيرات مفصّلة لكيفية صّناعة أو إنتاج الأشكال الفنّية أو كيفية الأداء للفنون الحركية الراقصة لعرض ثقافات هذه الحضارات القديمة وهكذا يحتفظ بالثّقافة للأجيال الحالية أو المستقبلية ومن هنا نلاحظ أن الثّقافة تعيش باستمرار إذا كانت لدينا قدرة الحفاظ على مفرداتها من عادات وتقاليد في الحاضر أو المستقبل، وبناء على حركة المدنية السريعة لابد من ظهور العديد من المنظّمات الثّقافيّة التى تعمل من اجل الحفاظ على ميراثنا الثّقافيّ في محاولة لحفظ الهوية العرقيّة الإقليميّة للشعب المصرى .

    وفى ظل هذا المناخ الثقافي الجديد الذي يتسم أساسا بالتركيز على إنتاج المعرفة وتنوع نظم التفكير يدعونا آلي تحفيز المبدعين المصرين للإكثار من الأعمال المصرية آلتي تعتمد على التراث والفلكلور المصري لتأكيد الهوية المصرية في مواجهة التيار السائد لنشر التيارات الثقافية الغربية .

    وهذا يدعونا ألي الاهتمام بنشر الوعي لدى الإنسان " فأن الوعي هو قوام الثقافة بم تشكله من رؤية ذاتية ومعرفة تفسيريه وتحليلية لما يدور حول الإنسان من حتميات البيئة المحلية والعالمية والظروف التاريخية آلتي يمر بها فان الفنون والآداب بما تقدمه من احتمالات واختيارات تصورية مبتكرة تلعب دورا أساسيا في تحريك ثقافات الشعوب حتى لا تكون بمعزل عن العالم وتتحول ثقافته وفنونه ألي فنون الدعاية السياحية أي ألي فنون تدعوا إلى الاستهلاك لا إلى الإبداع "1 ومصر بكل ثقلها الحضاري وثرائها التراثي والتاريخي والثقافي وفى عصر العولمة لا تجد مفرا من الحفاظ على هويتها الثقافية والفنية والتأكيد على أصالتها وحضارتها التي سبقت حضارات العالم القديم .

    لقد كانت ومازالت عملية استخدام أو اقتباس مواد أو موضوعات من الفلكلور المصري في الإبداع ألفني الحديث وبمختلف وسائل هذا الإبداع الفني تتعرض للكثير من الجدل حول مدى قرب أو بعد هذه الإبداعات عن بيئتها الحقيقية، فلقد كانت جهود المبدعين لاستلهام أعمال من الإبداع الشعبي موضع تقدير من المتخصصين بعلوم الفلكلور بل كان حافزا للقيام بالعديد من الأبحاث الجديدة لاكتشاف كل ما هو جديد في هذا المجال من أنماط الإبداع الشعبي.

    الرقص الشعبي على الخريطة الثقافية المصرية ألان :

    في ندوة متعلقة بالرقص الشعبي ومدى تعبيره عن ثقافات الشعوب وتأثره بها يرى الأستاذ صفوت كمال ضرورة جمعه وتوثيقه وتصنيفه ودراسة كل ما يتعلق به بهدف تأصيل وترسيخ المفاهيم الصحيحة المتعلقة بهذا الفن التعبيري الحركي وربط عناصره بالأصول والجذور التاريخية وما قد تحمله أشكال هذا التعبير من رموز اسطوريه وذالك من اجل تحقيق نوع من التواصل الثقافي ألحي حيث أن الإبداع الشعبي المصري هو محور هذا التواصل فالرقص يتكون من مجموعة جمل فنية حركية وسيلته في التعبير هي الحركة وتحكم الإرادة في الجسم حتى يتمكن من آن يعبر في تكوينات تشكيلية عن موضوع فكرى ، ومن هذا كله نستطيع القول آن الرقص لغة تتكون من مفردات مثل أي لغة لها مفرداتها وصياغاتها الفنية ومن هنا تظهر مشكلة وهى كيف يمكن أن يوظف المسرح لخدمة الرقص الشعبي وكذلك كيف يوظف الرقص الشعبي على خشبه المسرح لخدمة المجتمع وثقافته حيث تعتبر العلاقة بين الفن الشعبي والفن المسرحي من أهم الموضوعات آلتي لم تحسم بشكل كامل، حيث كثر الجدل بين الباحثين والمتخصصين والمهتمين بدراسة وجمع وتوثيق الرقص الشعبي وبين المصممين والمخرجين فرق الفنون الشعبية فبعضهم يرى ضرورة نقل النماذج الفلكلورية كاملة على خشبه المسرح بدون إبداع بل يكتفى بلأبداع الشعبي الموجود بالعمل بينما يرى البعض الأخر انه لابد من توفر الحرية الكاملة للمبدع على خشبه المسرح " لاستلهام العناصر الفلكلورية واستخدامها في أعمال عصرية تعطيها أصالة وبعدا تاريخيا ولكن يجب أن يكون هذا العمل الجديد بإمكانياته الحديثة ووسائله الفنية المتطورة موضحة للخصائص القومية والإنسانية ومحافظا في الوقت نفسه على أصالة الإبداع ألفني دون تشويه أو تزييف وان يكون اقتباس الفنان لعناصر المأثورات الشعبية اقتباسا فنيا يحفظ للأصل الشعبي روحه وطابعه ألفني الخاص "1 .

    ولا يمكننا أن نتعلم الرقص الشعبي ألا إذا كنا نعلم و نفهم خطواته والإيقاع الخاص به وموسيقاه والسياق الاجتماعي الذي تؤدى به وأزيائه فيجب أن نفهم الثقافة الشعبية بشكل كلى في سياق واحد حتى نستطيع أن نلم بالاختلاف بين الرقصة الشعبية المتعلمة بالفطرة من داخل سياق العادات الشعبية لقريه وبين رقصة شعبيّة معلّمة من خلال مدرّس رقص شعبي وهو في هذه الحالة لا يمكن اعتباره رقص تقليدي ولكنه يتحول ألي رقص مسرحي لأنه علم خارج سياقه البيئي واستخدمت الوسائل الحديثة في تعليمه.

    ولابد من الاعتراف بوجود مشكلة في الحفاظ على الرقص الشعبي المصري الذي تأثر بالتّغيرات الثقافية الناتجة عن التأثر بالتكنولوجية الحديثة آلتي انتشرت بسرعة رهيبة داخل المجتمع المصري ، ولهذا لابد من أن تحذوا حذو دولة مثل اليونان فلقد اعترفوا بهذه الحقيقة وعالجوا هذه المشكلة بأن قاموا بتدريس الرقص الشعبي في مقررات التربية البدنية بالمؤسسات التعليمية و تلقى مدرسوا التربية البدنية في اليونان قدرا معينا من التعليم ألفني لتعليم طلاب المدارس والجامعات الرقصات الشعبية اليونانية بالتعاون مع المنظمات الثقافية المتخصصة "1.

    وهكذا نرى أن الفلكلور آلي جانب عالمه وبيئته الطبيعية الشعبية يقدم على المسرح بقوانينه وتقاليده الفنية المختلفة خاصة فلكلور الغناء والموسيقى والرقص وذالك في إطار فرق الفنون الشعبية المختلفة ويصيح فنا مسرحيا مختلفا عن الفن الفلكلوري ومن هنا يتجلى الدور الذي يحظى باهتمام العالم في الحفاظ على الموروث والتراث الشعبي الأصيل .

    الآن تشهد ألوان الفنون الشعبية اهتماما شديدا وبالتالي الرقص الشعبي وبما آن الفن الشعبي يعيش حياة متكاملة باعتباره كائنا حيا متجددا باستمرار في سياقه الشعبي ومن هذا المنطلق يمكننا مناقشة قضية الفلكلور المعاصر نظرا لاختراق معالم الحياة العصرية كل مجالات حياتنا وما تقوم به من غرس وترسيخ مقاييس جديدة وتجريد الحياة اليومية من أصالتها .

    " ويجب التأكيد على آن قضية البحث عن الرقص الشعبي الأصيل تتعدى إطار علم الفنون وتتحول القضية آلي دراسة ثقافية نظرية واسعة النطاق،لان الرقص الشعبي يعتبر مستودعا ضخما للمعلومات حول ماضي ألأمه وحاضرها ، حيث تعكس حركات وشخصيات الرقص أثار عصور مختلفة من تاريخ الأمم ونظرتها آلي العالم ، بل وأفكارها وتصورتها حول الواقع المحيط ، كما تتجلى في الرقص الشعبي بصوره المباشرة آو غير المباشرة المعتقدات الدينية والفلسفية كما تساعد على اكتشاف تاريخه وثقافته في مجال دراسة العصور المختلفة "2 ويمكن الحفاظ على روح الرقصات الشعبية في أعمال الفرق المختلفة للرقص الشعبي عن طريقتين .

    أولا :- البحث النظري

    والبحث النظري في مجال الرقص الشعبي الأصيل من حيث نشأته وحالته المعاصرة من شأنه آن يساعد في الحفاظ على هذا الفن وإثراء جانبه الإبداعي وحفظ الموروث الذي تكون على مدى آلاف السنين وذالك لايتأتي ألا عن طريق الدراسة الدقيقة والتحليلية للرقصات الشعبية وآلتي مازالت موجودة حتى ألان وأدراك منابعها وأصولها وطرق نشأتها وكيفية تفاعلها مع بيئتها والعصور التاريخية آلتي مرت عليها.

    ثانيا :- النشاط التطبيقي

    البحث النظري يجب آن يتبعه بالتالي نشاط تطبيقي في مجال الرقص الفلكلوري داخل الإطار المسرحي وبذالك يتحقق الحل الفعلي لمشكلة الحفاظ على الروح الفلكلورية في أعمال معظم فرق الفنون الشعبية المصرية وان لم نستطيع الحفاظ على ذلك فسوف نفقد الروح الفلكلورية في الأعمال المقدمة وتتحول ألي مجرد تجارب يقو م بها بعض الأفراد وتقدم في إطار عروض للمتفرجين للترفيه عنهم فقط ولقد لعب المسرح دورا مهما بالنسبة للرقص الشعبي من حيث انه يؤدى ألي تعريف توسيع دائرة انتشاره بين الجمهور .

    ففى مجال الرقص الشعبي لا يكتفى مصمم الرقصات بمحاكاة الواقع على خشبه المسرح " بل عليه آن يتبنى من جديد في سياق جديد الجمل والحركات الراقصة في وحدة تكاملية وتكون الحركات الشعبية الأصيلة أساس وحدات العمل ككل ليخرج من إطار التكرار آلي مجال التعدد والتنوع " 1وظهور الفن الشعبي في مصر تميز بخاصية هامة تتصل بضرورة أعاده الاعتبار للمفهوم الراقي للرقص الشعبي أمام المجتمع المصري على غرار ما قام به أيجور موسييف في الاتحاد السوفيتي وقام بهذا الدور في مصر محمود رضا الذي يعد رائد الفن الشعبي في مصر فقد قام بتأسيس أول فرقة للفنون الشعبية وهى فرقة رضا للفنون الشعبية وقدمت عروضها لأول مرة في عام 1959 وفضل محمود رضا يعود ألي تقديم الرقص الفلكلوري يصدق واصالة فوق خشبه المسرح المحترف حيث بلغ في معظم أعماله درجة متميزة من السطوع والجمال والتعبيرية بنبض الحياة الاجتماعية والأوجه المختلفة للحياة المعيشية بنماذجه وصوره الشعبية المختلفة "2 كما يمكننا التحدث أيضا عن الفرقة القومية التي أسست عام 1960 على يد مجموعة من الخبراء الروس منهم اناطولى بارزوف تمارا كاب، وكان لهم دورا كبيرا في تصميم أول برنامج للفرقة بعد أن قاموا بالعديد من الزيارات الميدانية لمناطق الرقص الشعبي المميزة في مصر ألا انه خرج بشكل غير متوازن حيث نجد أن المفردات الحركية الشعبية تأخذ الشكل الكلاسيكي للرقص الشعبي الروسي وهذا نتيجة طبيعية للبناء الثقافى لدى المصممين الروس الذين اسسوا الفرقة.

    وكذا نجد أن فرقة بالية أوبرا القاهرة في كل الرحلات التي قامت بها ألا القليل منها آلي الخارج تعتمد بشكل أساسي على برنامج مكون من العديد من الرقصات الشعبية مثل :-

    1. الرقصة الصعيدي .

    2. الرقصة الاسكندرانى .

    3. الرقصة البدوية " الحجالة " .

    4. رقصة الزار .

    5. رقصة الموشح .

    6. الرقصة الشرقية " كسارة البندق " .

    7. لوحة المعبد " أوبرا عايدة " .

    8. باليه الليلة الكبيرة .

    9. باليه حسن ونعيمه .

    وإذا نظرنا ألي المعهد العالي للباليه سوف نجد انه أيضا أعتمد على برنامج من الرقص الشعبي المصري في رحلاته للخارج هذا آلي جانب العديد من الأعمال آلتي قام أساتذة المعهد بتقديمها وهى مستوحاة من التراث آو الفلكلور المصري مثل

    · د.يسرى سليم - باليه المعبد وهو عمل اعتمد على تجسيد لبعض اللوحات الفرعونية بشكل حركى وكانت الموسيقى لانتصار عبد الفتاح وقدم بفرقة باليه القاهرة عام 1980 .

    · د.ماجدة عز- باليه المولد وهو من أهم الأعمال التى قدمت بشكل متكامل وهو معتمد على فكرة المولد الشعبى بكل مفرداته وفيه تم تطويع الموتيفات الحركية الكلاسيكية لخدمة العرض وخرج للمتفرج بشكل شعبى مصرى راقى وكانت الموسيقى لشعبان أبو السعد وقدم فى موسم فرقة بالية القاهرة التابعة لأكاديمية الفنون لموسم 1980 .

    · د.عادل عفيفى – رقصة متتالية موسيقا أبو بكر خيرت وفيها استخدم الملابس الشرقية بجانب الموسيقا بجانب مزجه لبعض التعبيرات الحركية الشرقية مع الحركات الكلاسيكية لإعطاء الإيحاء الشرقى للموضوع واستخدم قطع موسيقية من السمفونية الثالثة والمتتالية الشعبية لأبو بكر خيرت وقدم فى موسم فرقة بالية القاهرة التابعة لأكاديمية الفنون لموسم 1984- 1985 .

    · د.علية عبد الرازق – حسن و نعيمه وقدم كجزء عملى من رسالة الدكتوراه وقدم على موسيقى عام 1987 .

    · د. عصمت يحي – صمم عيون بهية – أوبريت مصر الحضارة وفيه تم توضيح عناصر الرقص المصرى منذ العهد الفرعونى وحتى الآن كما قدم العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية المعتمدة على التراث الشعبى المصرى .

    · د. عبد المنعم كامل – باليه أوزوريس موسيقى جمال عبد الرحيم معتمدا على ألا سطوره الفرعونية الخاصة بإيزيس وأوزوريس وقدم فى عام - النيل موسيقى أبو بكر خيرت وفيه يتحدث عن معانات الإنسان المصرى فى العصر الحالى وقدم فى عام – الصمود موسيقى وهو عمل يعبر عن الصمود فى وقت حرب الاستنزاف وقدم فى عام - الشرقى وفيه تم المزج بين بعض التعبيرات الحركية الشرقية وحركات الرقص الكلاسيكى المعاصر وكانت الموسيقى لعطية شرارة وقدم فى عام – بالية أبو سمبل موسيقى وهو معتم

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 4:41 am