أن تضيء شمعة خير من أن تلعن العتمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أن تضيء شمعة خير من أن تلعن العتمة

المنتدى يختص بالوسائل التكنلوجية في التربية ةالتعليم


    مدرسة المستقبل

    احمد اصلان
    احمد اصلان


    المساهمات : 19
    تاريخ التسجيل : 29/03/2010

    مدرسة المستقبل Empty مدرسة المستقبل

    مُساهمة  احمد اصلان الجمعة أبريل 02, 2010 7:20 am

    مدرسة المستقبل
    شمولية البناء
    نحى التربويون مناح متعددة في النظر إلى التحول الذي يجب أن تمر به مدرسة المستقبل. ولعل من الممكن تلخيص تلك المناح في ثلاثة أنواع:
    الأول النظرة الجزئية، حيث ينظر إلى مدرسة المستقبل من خلال عنصر واحد، بحيث يظن أن تطوير هذا العنصر كفيل بنقل المدرسة لتكون صالحة للمستقبل، وملبية لحاجات التعلم المتطورة.
    الثاني: النظرة التقنية، وهي التي تفترض وتركز على الجانب التقني المعلوماتي في التدريس، وتفترض ـ وغالبا لا تصرح بهذا ! ـ أن تقانة المعلومات تمتلك عصا سحرية لنقل المدارس من مدارس بدائية تقليدية إلى مدارس المستقبل، مدارس القرن الواحد والعشرين، مدارس الألفية الجديدة، المدارس الإلكترونية، المدارس الذكية، إلى غير ذلك من الأسماء التي تخلب القلوب .. لا الألباب! حتى يشعر الإنسام أنه في حلم، لا يود انقطاعه.
    الثالث، النظرة الشمولية. وهي النظرة التي تفترض أن تطوير المدارس عملية معقدة، يشترك فيها عناصر عديدة وتتأثر بعوامل كثيرة. ويرى أصحاب هذه النظرة أن تطوير المدرسة لصنع ما نسميه مدرسة المستقبل يحتاج إلى جهد متعدد الأبعاد، بحيث ينتظم التطوير جميع هذه العناصر ويأخذ بالاعتبار تلك العوامل. وتراعي هذه النظرة أننا لا نتعامل مع مدرسة متخيلة نختلقها في أذهاننا، بل نتعامل مع مدرسة على أرض الواقع بكل عوائقه وبكل نواقصه وبإمكاناته المتواضعة، مدرسة مرتبطة تطورا وتأخرا بمنظومة مؤسسات المجتمع الأخرى. ولا يتصور أن ننجح بشكل كبير في إيجاد مدرسة المستقبل، دون أن نوجد أسرة المستقبل واتصالات المستقبل وإعلام المستقبل، وأندية المستقبل، .. أو باختصار..مجتمع المستقبل.
    هذا النظرة لا تمنع الأحلام، لكنها تدعو إلى التفرقة في التعامل مع الحلم بين النوم واليقضة! ففي النوم نعيش الحلم وننخدع به، بينما في اليقضة نتعامل ومعه وننظر إليه بواقعية. فليس هناك إكسير حياة نصنعه للمدرسة لتتحول بطريقة أسطورية من مدرسة "تقليدية" إلى مدرسة المستقبل، كل ما هنالك عمل مركز على عناصر المدرسة الأساسية وأهتمام باللب قبل الشكل، وسعي جاد للتطوير لتصبح المدرسة فاعلة تلبي ما نحتاجه منها.
    ماذا نعني بمدرسة المستقبل؟
    سأتجاوز النظرة التحليلية الفلسفية لهذا الاسم، وما قد تثير عليه من اعتراضات، لأدخل مباشرة في التعريف الإجرائي لـ "مدرسة المستقبل". تنظر هذه الورقة لمدرسة المستقبل على أنها المدرسة المتطورة التي يسعى التربويون لإيجادها لتلبي حاجات المتعلمين المختلفة ولتزودهم بالأسس المناسبة لمواصلة دراستهم الجامعية أو ما في مستواها، وتزودهم بما يؤهلهم للعيش بفعالية وبتكيف في مجتمعهم الحديث.
    مرت المدرسة بتحولات كبيرة ومتعددة نتيجة للبحث المستمر عن التطوير والسعي الحثيث للرفع من مستوى مخرجات التدريس. وقد شملت هذه التحولات كل عناصر المدرسة واستغرقت وقتا طويلا وأسهم في هذه التحولات بحوث علمية وملاحظات ورؤى تربويين من ذوي الخبرة في مجال التدريس. ومع تنوع هذه التحولات إلا أنه يلاحظ أنها كلها كانت تنحو منحى التمحور حول الطالب، فالطالب هو القطب الذي تنجذب إليه كل عمليات التطوير داخل الإطار المدرسي. وفيما يلي بيان مختصر لأهم هذه التحولات التي يجب أن نعنى بها بشكل شمولي واقعي إذا أردنا فعلا أن نوجد مدرسة المستقبل.

    الإشراف التربوي
    شهد الإشراف التربوي تحولات كبيرة في العقود الأخيرة على مستوى النظرية وعلى مستوى التطبيق أيضا. فلم يعد الإشراف هو ذلك التفتيش الذي يسعى للبحث عن العيوب أو التنبيه عليها على أفضل الأحوال. في مدرسة المستقبل سيكون الإشراف عملية نمو مهني للمعلم، يسعى لمساعدته على تطوير نفسه وتهيئة البيئة المناسبة لنموه المهني. الإشراف التربوي في مدرسة المستقبل ينظر إليه على أنه عملية مستمرة وليست نشاطا يقام ثم ينتهي. وليس المهم من يقوم بعملية الإشراف بقدر ما تهم فاعلية الإشراف نفسه. وإشراف مدرسة المستقبل يتبنى أساليب إشرافية حديثة ومتنوعة تعطي المشرف والمعلم خيارات تنموية واسعة بما يتناسب مع المعلم والموقف التعليمي، وتعطيه مساحة أكبر للمشاركة في عملية الإشراف، إذ إنه هو الذي يقرر ما يدور في الصف الدراسي .
    ومدرسة المستقبل ينبغي أن تتبنى نموذجا جديدا في الإشراف التربوي، نموذجا يراعي الأمور الآتية:
    وضع المؤسسة التربوية، من حيث أنها بيئة تعلمية للمعلم والطالب على حد سواء، يسعى فيها الجميع لبلوغ أهداف محددة من خلال خطط شاملة ودقيقة.
    مهنيةالمعلمين، حيث ينظر للمعلمين على أنهم خبراء جمعوا بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي، مما يؤهلهم لتطوير أنفسهم والمشاركة الفاعلة في حل ما يواجههم من مشكلات.
    طبيعة التدريس، حيث ينظر إلى التدريس على أنه علم وفن، يحتاج فيه المعلم إلى التدريب والتأمل الناقد في مبادئة التربوية وممارساته المهنية، سعيا إلى تطوير أدائه التدريسي.
    وإشراف مدرسة المستقبل يسعى إلى إيجاد مدرسة تتجدد ذاتيا، وتحمل في جوانبها عوامل نموها وتطورها .
    سمات إشراف مدرسة المستقبل
    • عملية مستمرة وليس نشاطا منقطعا
    • ينظر فيه إلى عملية الإشراف وليس من يقوم به
    • من الفردية إلى الجماعية
    • من التسلط إلى المشاركة والتعاون
    • من التفتيش إلى التطوير
    • من التقويم إلى النمو المهني.
    المعلم
    حصل تحول كبير ومهم أيضا في النظر إلى وظيفة المعلم، فبدلا من النظرة السابقة إلى المعلم على أنه الخبير الذي يصدر التوجيهات ويملي على الطلاب ما يجب أن يفعلوه أو يحفظوه، صار عمل المعلم ميسرا ومنسقا للتعليم داخل المدرسة. فوظيفة المعلم في مدرسة المستقبل تهئية البيئة المناسبة لتعلم الطلاب، وإيجاد تفاعل صفي يساعد على توسيع مدى هذا التعلم. فلم تعد عملية التعلم صبا أو إيداعا للمعلومات في أذهان الطلاب، بل أصبحت عملية تيسير للفهم والنقد.
    من جانب آخر، في مدرسة المستقبل لن يكون التدريس تلك العملية الآلية "العلمية" التي يجب على المعلم فيها اتباع خطوات محددة من قبل "خبراء" أعلى منه (وهم في الغالب المشرفون التربويون!) بل صار التدريس عملية تأملية نقديه، يفكر فيها المعلم في قناعاته التربوية وأساليب وطرائق تدريسه ويتفحصها في ضوء خبراته واقع عمله ليرى هل هي فعلا ما يجب أن يعمله، وهل هي فعلا تتناسب مع ما يريد أن يحققه من أهداف. وما هي السبل لتطويع تلك الطرائق وربما تغييرها بالكلية للتناسب مع واقع المواقف التعليمية التي يعيشها في الفصل.
    في مدرسة المستقبل يعطى المعلمون صلاحية اتخاذ القرار فيما يتعلق بعملهم التدريسي داخل الفصل وفيما يتعلق بأنشطة نموهم المهني، وذلك جزء من عملية تمهين التعليم (Teaching professionalization) التي تحتم أن يتمتع المعلم بقدر كبير من الحرية في اتخاذ القرارات التي تتعلق بممارساته المهنية ونموه المهني.
    كما أنه لن يكون المعلم هو مصدر المعلومات الوحيد، بل سيكون الاعتماد على مصادر أخرى في مقدمتها المصادر الإلكترونية. ولن تكون المعلومة غاية في ذاتها، ولن يكون الهدف فقط هو الوصول إليها، بل سيركز التعليم على نقد المعلومة وتقويمها والمساهمة الإيجابية في بناء العولمة المعلوماتي.
    في مدرسة المستقبل لن يكون المعلمون عبارة عن أفراد يؤدون عملا محددا، ولا علاقة لبعضهم ببعض فالتحول الذي ننشده في مدرسة المستقبل يأخذ بعدين: بعد التقارب، وبعد التكامل. فبدلا من عمل المعلم لوحده منعزلا عن بقية زملائه، يجب أن تأخذ المدرسة الحديثة منحى يسعى لتقريب المعلمين وربطهم ببعض بعلائق أخوية تعاونية تساعد على الاستثمار الأمثل لجهودهم داخل المدرسة. فالأخوية والعمل التشاركي بين المعلمين يجب أن يكون سمة للعمل المدرسي المستقبلي .
    والتكامل سمة ضرورية لمدرسة المستقبل، فالتغيير يحتاج إلى جهد جماعي تتكامل فيه عناصر التطوير وتتكامل فيه الطاقات وتتآزر لتحقيق الأهداف.
    هذا التكامل بين أفراد المدرسة والتقارب يساعد في إيجاد ثقافة مدرسية مهنية يشعر فيها المعلم بالانتماء لمجموعتة والالتزام بمهنته.
    سمات معلم مدرسة المستقبل
    • من مصدر وحيد للمعلومة إلى ميسر للتعلم
    • من الآلية في التدريس إلى التدريس التأملي
    • من تنفيذ القرارات إلى اتخاذ القرارات
    • من الفردية إلى الجماعية.
    إن المعلم الفعال هو المعلم الذي يستطيع تطويع معارفه وخبراته في الأوضاع التعلمية المختلفة بقصد تحقيق أهدافه، فهو دائما قادر على القيام بالعمل اللازم لتحقيق الهدف، وليس التمسك بسلوك معين أو طريقة تدريسية محددة. (إنماء فعالية المعلمين. 1994. ص 15).
    ونظرا لاختلاف المدرسين فيما بينهم فإنه يعسر إن لم يكن من المستحيل تحديد قائمة بالعوامل الدقيقة اللازمة لحصول الفعالية لدى كل المعلمين (؟). (إنماء فعالية المعلمين. 1994. ص16

    الفصل الدراسي
    في مدرسة المستقبل لن يكون التعلم مرتبطا بغرفة الفصل الدراسي، بل قد يكون في الحقل أو ملعب المدرسة أو حديقتها، أو في المعمل أو المكتبة، وربما في البيت. وربما تشترك أكثر من مدرسة في نشاط تعلمي عن بعد. وسيأخذ التعلم الذاتي وتقانة المعلومات حيزا كبيرا.
    الفصل الدراسي الذي هو غرفة الدراسة لن تقل أهميته وإن قل التركيز عليه، سيأتي عليه أيضا تحول كبير، ففي الماضي كان السائد هو ضبط الصف والتركيز على حفظ النظام والهدوء في غرفة الفصل، أما في مدرسة المستقبل فسيسود مفهوم إدارة الصف الذي يرمي إلى جعل الصف بيئة مناسبة للتعلم وحافزة عليه.
    • لن يكون الفصل بالضرورة هو مكان التعلم الأوحد
    • من السيطرة على الصف إلى إدارة الصف
    • تحقيق الأمن التربوي والبيئة التي تساعد على التعلم.

    الإدارة المدرسية
    في المدرسة التقليدية يتركز عمل مدير المدرسة بشكل أساس على تسيير الأمور الإدارية والأعمال اليومية للمدرسة. فعمل المدير مقصور على حفظ النظام وتنفيذ التعليمات، أما في مدرسة المستقبل فينظر إلى مدير المدرسة على أنه قائد تربوي، يعنى بوضع الرؤية الاستشرافية vision لمدرسته ووضع الأهداف والتخطيط لبلوغها بالعمل بروح الفريق. فالقائد التربوي يعمل مع معلمية بطريقة أخوية ويشركهم في اتخاذ القرار، وبشكل شوري، ويستثمر كل طاقاتهم.
    وفي مجال العلاقة بين مدير المدرسة والمعلمين لم تعد الطريقة العمودية هي المفضلة، بل لابد أن يحل محلها العلاقة الأفقية والعمل بروح الفريق .
    • من المدير إلى القائد
    • من السلطوية إلى الشورية
    • من العمل الفردي إلى العمل بروح الفريق.

    المنهج وطرق التدريس
    لعل أهم تحول نرغب في أن نراه في مدرسة المستقبل هو التحول من التعلم المتمركز حول المنهج أو المعلم إلى التعلم المتمركز حول الطالب. ففي مدرسة المستقبل لن يكون الطالب ـ كما كان في السابق ـ متعلما سلبيا مهمته فقط تلقي ما يلقى إليه، بل سيصبح العنصرَ الأهم والأنشط في عملية التعلم بمشاركته الفاعلة وبتمحور كل أنشطة التعليم حوله. فالتعلم يجب أن يبدأ من الطالب وإليه ينتهي.
    هذا التحول له ثلاثة أبعاد أساسية:
    الأول التحول من الأسلوب الإلقائي ذي الاتجاه الواحد إلى أساليب تدريسية أخرى تفرد التعليم وتراعي الفروق الفردية بين الطلاب وتحاول أن تتناسب مع اساليبهم التعلمية المختلفة، بالإضافة إلى جعل التعليم أكثر متعة وجاذبية، للمعلم والطالب.
    الثاني التحول من التدريس الذي يركز على الحفظ أو استظهار المعلومات فقط إلى الفهم والتطبيق، وتعلم مهارات التفكير والتعلم الذاتي. لقد أشار هاورد في كتابه Unschooled Mind إلى أنه حتى المدارس التي عرفت بأنها ناجحة في التعلم خرجت طلابا لا يحسنون أنواعا كثيرة من الفهم .
    الثالث، النظرة إلى عملية التعلم، حيث تسعى مدرسة المستقبل إلى التخلص من النظرة الأحادية التي ترى أنه يمكن لنظرية تربوية واحدة أن تفسر جميع أنواع التعلم، ويمكن (وربما يجب!) أن تنطلق منها جميع الأنشطة التدريسية، بدءً من النظرة السلوكية الميكانيكية الضيقة إلى البنائية الفضفاضة. في مدرسة المستقبل يجب الانطلاق في التدريس من الطلاب وسلوكهم التعلمي وتصميم التدريس بناء عليه، وليس قسرهم على فرضيات تعلمية معدة سلفا (وكأنهم خط إنتاج).
    سمات منهج المستقبل
    • من التمركز حول المعلم أو المنهج إلى التمركز حول الطالب
    • من السلبية إلى الإيجابية.
    • الاستفادة من المنهج الرقمي
    طرق التدريس
    • ثلاثة أبعاد رئيسة للتحول:
    – التحول من الأسلوب الإلقائي إلى أساليب متنوعة تراعي تفريد التعليم
    – التحول من التدريس الذي يركز على الحفظ فقط إلى الفهم والتطبيق، وتعلم مهارات التفكير والتعلم الذاتي
    – التحول في النظر إلى عملية التعلم.
    – التعلم الالكتروني

    مدرسة المستقبل المدرسة التقليدية
    كل الطلاب لديهم القدرة على التحصيل العالي، وليس الطلاب سريعي التعلم والجيدين فقط القليل من الطلاب الأذكياء هم الذين ييكون تحصيلهم عاليا
    ليس متوقعا من كل طالب أن يفهم كل شيء من أول مرة السرعة مهمة، الأسرع هو الأفضل (الأذكى) faster is smarter
    التصميم المستمر هو المحدد الأساسي في النجاح الذكاء الفطري هو المحدد الأساسي للنجاح
    الأخطاء تساعد الطالب على التعلم الأخطاء علامة الضعف
    يعمل الطلاب الجيدون بشكل جماعي ويساعد بعضهم بعضا التنافس أساس لزيادة تحصيل الطلاب

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:04 am