أن تضيء شمعة خير من أن تلعن العتمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أن تضيء شمعة خير من أن تلعن العتمة

المنتدى يختص بالوسائل التكنلوجية في التربية ةالتعليم


    دور تكنولوجيا التعليم في عملية التعليم وتنمية التفكير

    عبد الحميد
    عبد الحميد


    المساهمات : 25
    تاريخ التسجيل : 29/03/2010
    العمر : 27
    الموقع : مدينة القطيفة

    دور تكنولوجيا التعليم في عملية التعليم وتنمية التفكير Empty دور تكنولوجيا التعليم في عملية التعليم وتنمية التفكير

    مُساهمة  عبد الحميد السبت أبريل 03, 2010 12:28 pm









    دور تكنولوجيا التعليم في عملية التعليم وتنمية التفكير
    ( الواقع والمستقبل)






















    إعداد





    أ. د. ابوبكر عبد الرشيد زميلان أ. د. طالب محمود ياسين









    2009












    مقدمة:

    يتسم العصر الذي نعيشه الآن بالثورة العلمية والتكنولوجيا، حيث يتوالى تراكم الكشوف والنظريات العلمية، وتطبيقاتها التكنولوجية بصورة لم تشهدها البشرية من قبل. إننا نعيش عصر المعلوماتية الذي يحمل في طياته تغيرات عديدة في جميع مناحي الحياة، لعل من أبرزها: الاعتماد على العقل البشري أكثر من ذي قبل، وعلى الالكترونيات الدقيقة والتدفق السريع في المعلومات من خلال تكنولوجيا الكمبيوتر والاتصالات التي تكاد تلغى بعد الزمان بعد أن ألغت بعد المكان، هذا بالإضافة إلى عولمة الاقتصاد، ومجالات القضاء على التنوع الثقافي. ونتيجة لهذه التغيرات كان من الضروري الاستجابة لها من خلال تطوير مؤسسات المجتمع بكافة أنواعها وأشكالها وأحجامها، على أن مؤسسات التربية في أي مجتمع هي الأولى بالتطوير لمواكبة طبيعة العصر والاستجابة للتحولات التي تشمل مختلف مجالات الحياة .

    (1 , ص 19)

    وفي ظل المتغيرات التي أصابت التعليم ومؤسساته بدت مراكز مصادر التعلم الصيغة المناسبة لمواجهة هذه المتغيرات، فهذه المراكز بما تضم من مواد تعليمية مطبوعة كالكتب والمراجع والدوريات، وما تضم من مواد تعليمية مرئية كالشرائح والأفلام والأشرطة التعليمية (الفيديو والكاسيت) وما تتضمن من أدوات وأجهزة تعليمية، كما تضم وحدات لتخزين المعرفة واسترجاعها بسهولة ويسر.

    واستخدمت المخترعات الحديثة كوسائل الإتصال وأجهزتها بنجاح وفاعلية في العملية التعليمية وذلك للتغلب على كثير من مشكلات التعليم التي ظهرت في العصر الحديث نتيجة عوامل تقنية و إقتصادية و إجتماعية، ومن أهمها الإنفجار السكاني الكبير، وتزايد أعداد المتعلمين زيادة كبيرة في مختلف المراحل التعليمية، وإلانفجار المعرفي وقلة عدد المعلمين المؤهلين للعمل في مهنة التعليم، ولكل هذه الأسباب والعوامل أزداد إستخدام الأوعية غير التقليدية للمعلومات وآلاتها وأجهزتها في العملية التعليمية بهدف تحسين وزيادة فاعلية عملية التعليم وتنمية التفكير, وتحسين مهاراته وتطويرها، وقد أصبح العالم أكثر تعقيدا نتيجة التحدياتالتي تفرضها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأصبح النجاح في مواجهة هذه التحدياتلا يعتمد على الكم المعرفي بقدر ما يعتمد على كيفية استخدام المعرفة (2 ، ص52 )

    ولكل ما تقدم يضع على عاتق التربية أن تستجيب لتلك الثورة التكنولوجية، بحيث تعكس في برامجها عناصر هذه التكنولوجيا، وان تستفيد من نتاجات هذه الثورة في تفعيل عملياتها وتحقيق أهدافها. وان تستفيد التربية المدرسية Schooling Education من أحدث أساليب التكنولوجيا في تخطيط مناهجها الدراسية وتنفيذها وتقويمها، ومن ثم تطويرها لمواكبة متطلبات العصر الحالي. وتحقيق الأهداف العملية والتعليمية.

    مشكلة البحث :

    لقد كانت النظرة المتبعة في التعليم تعد الكتاب المدرسي المقرر هو المصدر الوحيد للمعرفة وأنه النور والإشعاع لعملية التدريس داخل الصف، وأن تحديد معالم فقرات المقرر فقرة فقرة وصفحة صفحة هو الوسيلة المرتضاة للتعليم، وأن الحفظ والاستظهار والتلقين هي الطريقة المقبولة للتعليم، وأن الكتاب المدرسي يفي بالغرض ويزيد.

    ولكن هذه النظرة تغيرت بتطور المناهج التعليمية المعاصرة وانفجار المعرفة الإنسانية فالكتاب المدرسي المقرر هو بداية وليس نهاية للتعلم أي أن الكتاب المدرسي المقرر لا يمكن أن يكون وسيلة ونهاية لبناء المعرفة، ولا يمكن لمصادر المعلومات المطبوعة أن تقدم المجموع الكلي للفهم والإدراك.

    لذا يجب أن يواجه التعليم على نحو كيفية التعلم وكيفية تنمية التفكير، ونحو البحث القائم على الذات، المعتمد على النفس بدلاً من الحفظ والاستظهار وصب المعلومات، وأن عملية الاستفسار والبحث ينبغي أن تنقل الطالب من غرفة الصف الضيقة إلى الملاحظة المباشرة للظواهر المادية والإنسانية، وان يحسن استخدام المكتبة الشامة ومراكز المعلومات، خاصة وان التفكير نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقا، ولما كانت تكنولوجيا التعليم بمعناها الحديث طريقة في التفكير لذا فهي تعتمد عليه ولا تنفصل منه، ولكون تكنولوجيا التعليم تسير في خطوات منظمة يمر بها كل متعلم أثناء تعلمه لخبرات جديدة تؤدي الى تحسين ذاته وتنميتها فانه يستطيع عن طريق هذه الخبرات ان يعيش وجوده كما ينبغي ان يعيشها أي إنسان متعلم .

    إن تكنولوجيا التعليم هي منحنى نظامي لتصميم وتنفيذ وتقويم العملية التعليمية ككل تبعا لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري مستخدمة موارد بشرية وغير بشرية من اجل إكساب التعليم مزيدا من الفاعلية، أو هي طريقة منهجية في عملية التفكير وبأسلوب منظم في العمل يتناول جميع العناصر التي تدخل في عملية التربية من المنهج الى المعلم الى المباني المدرسية الى الطلبة والمواد التعليمية .

    ومن كل ما تقدم يمكن تحديد مشكلة البحث بالسؤال التالي :

    ما دور تكنولوجيا التعليم في عملية التعليم وتنمية التفكير , الواقع والمستقبل ؟



    أهمية البحث :

    يقول جون هولت " ليس علينا أن نجعل البشر أذكياء ،فهم يخلقون كذلك ، وكل ما علينا أن نفعله هو التوقف عن ممارسة ما يجعلهم لا يفكرون . ولهذا اكتسبت شعارات(تعليم الطالب كيف يتعلم ، وتعليم الطالب كيف يفكر ) أهمية خاصة لأنها تحمل مدلولاتمستقبلية في غاية الأهمية (3 , ص44 ).

    إننا نحتاج التفكير في البحث عن مصادر المعلومات ،كما نحتاجه في المعلومات اللازمة للموقف، واستخدام هذه المعلومات في معالجةالمشكلات على أفضل وجه ممكن، ولا يكون التفكير سهلا فيالبداية، ولكنه بعد التدريب يصبح جزءا من مرحلة اللاشعور ، والمجتمعات لا تتقدمإلا بالتفكير، ويقول مفكر ياباني " إن معظم دول العالم تعيش على ثروات تقع تحتأقدامها وتنضب بمرور الزمن ، أما نحن فنعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدرما نأخذ منها . فتنمية القدرات العقلية وإنتاج التفكير هو الثروة الحقيقية التي لا تنضب، لذلك يجب أن تواكب أهداف التعليم هذا التغير ،ويجب ان نتجاوز الطرق التي تدعو للحفظ والتلقين، ففي عام 1929م كتب التربوي ( الفردوايتهد ) يقول: ) إن ما تعلمته يكون عديم الفائدة لك ما لم تضع كتبك وتحرقمذكرات محاضراتك ، وتنسى ما حفظته عن ظهر قلب للامتحان ) . ويعني هذا أن الثمارالحقيقية للتعلم هي العمليات الفكرية الناتجة عن دراسة أي فرع من فروع المعرفة ،وليست المعلومات المتراكمة نتيجة لدراسة ذلك الفرع (4, ص 76 ).

    وتلعب تكنولوجيا التعليم دوراً كبيراً في عملية التعليم وتتجسد هذه الأهمية في رفع مستوى التعليم والتعلم وتنمية التفكير، وذلك عن طريق:

    · إثارة إهتمام المتعلم: حيث تعمل على إثارة المتعلم بمشاهدته لفلم سينمائي أو برنامج تلفزيوني أو شرائح شفافة عن موضوع معين.

    · زيادة خبرة المتعلم: حيث تقدم تقنيات التعليم موضوعات جديدة لا يستطيع معلم الصف تقديمها مما يوسع مجالات خبرة المتعلم.

    · العمل على بناء وتكوين الإتجاهات والمفاهيم السليمة عند المتعلم بتقديم الكثير من المهارات والأفكار.

    · جعل الخبرات التعليمية أكثر فاعلية وأبقى أثرا وأقل إحتمالاً للنسيان فتعمل هذه التقنيات على تثبيت المعلومات عند المتعلم وبخاصة عندما يشاهد الأشياء، حيث يصعب نسيانها وذلك لمشاهدته لمحتوى الصورة التي عرضت.

    · العمل على تنويع أساليب التعليم: إذ يمكن التنوع في الأساليب المتبعة في التعليم بوساطة تقنيات التعليم المتنوعة، إذ يمكن تقديم موضوعات مختلفة وبأساليب متنوعة تختلف عن تلك الطرق والأساليب المتبعة في أساليب متبعة في أساليب التعليم التقليدية وذلك عن طريق الشرائح الشفافة أو التلفاز أو السينما أوالحاسوب غيرها من الأجهزة التعليمية المتنوعة.

    (5 ، ص 17-19).

    أهداف البحث :

    يهدف البحث التعرف على دور تكنولوجيا التعلم في عملية التعليم وتنمية التفكير كواقع بكل إيجابياته وسلبياته بشكل عام وفي العملية التعليمية في الجمهورية اليمنية من جهة ورؤى مستقبلية تكنولوجيا التعليم في ذات المسار، فضلاً عن دورها في تنمية التفكير واقعاً ومستقبلاً.

    ولتحقيق هذا الهدف وضع الباحثان الأسئلة الآتية :

    - ما واقع تكنولوجيا التعليم في المنطقة العربية عامة واليمن خاصة؟

    - ما دور تكنولوجيا التعليم في عملية التعليم وتنمية التفكير؟

    - ما دور المعلم في عصر تكنولوجيا التعليم؟

    - ما الرؤى المستقبلية لدور تكنولوجيا التعليم في عملية التعليم وتنمية التفكير؟



    تعريف المصطلحات :

    تكنولوجيا التعليم :

    - عرفتها اليونسكو: بأنها منحنى نظامي لتصميم العملية التعليمية وتنفيذها وتقويمها كلها تبعًا لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدًا من الفعالية (أو الوصول إلى تعلم أفضل وأكثر فعالية). (6, ص 19)

    - وعرفها غزاوي 2000 : هي نظرية وممارسة في تصميم العمليات والمصادر وتطويرها واستخدمها وإدارتها وتقويمها من اجل التعلم (7, ص 63)



    التعليم :

    - عرفه كويران 2004: كل تاثير واع في شخص اخر لإكسابه خبرة ما أو إحداث تغيير في سلوكه (8 , ص 9)

    - ويعرفة القلا 2006 : هو اتصال منظم ومستمر وهادف بين المعلم والمتعلم لإحداث التعلم (9, ص 35)



    التفكير:

    - عرفه دي بونو (De Bono) : بأنه مهارة عملية يمارس بها إذكاء نشاطه اعتمادا على الخبرة، أو هو اكتشاف مترو أو متبصر أو متأن للخبرة من اجل التوصل الى الهدف (10 ، ص ).

    - ويعرفه ديوي Dewe )) : بأنه العملية التي يتم بها توليد الأفكار عن معرفة سابقة تم إدخاله إلى البنية المعرفية للفرد، وهو أيضا معرفة العلاقة التي تربط الأشياء ببعضها والوصول الى الحقائق والقواعد العامة . فالتفكير عنده نشاط ذهني يتمثل بأسلوب حل المشكلة الذي يفترض أن يكون هدف التربية الرئيس (11 ، ص4 ).

    منهجية البحث :

    يعتمد الباحثان على دراسة واقع استخدام تكنولوجيا التعليم من خلال المراجع والمصادر والدراسات السابقة التي ناقشتها المؤتمرات والندوات المختلفة في الجامعات اليمنية إضافة إلى دراسة وتحليل الأدبيات التي تناولت تكنولوجيا التعليم على المستوى العربي والعالمي ذات العلاقة بالبحث بما يساعد على الاجابة على أسئلة البحث وتحقيق أهدافه، والتوصل إلى بعض الاستنتاجات والتوصيات التي يمكن الاستفادة منها في التركيز على استخدامات تكنولوجيا التعليم في العملية التعليمية وفي تنمية التفكير لدى المتعلمين الآن وفي المستقبل .

    ولغرض الإجابة على أسئلة البحث وتحقيق أهدافه يعرض الباحثان المعلومات النظرية التفصيلة التي يمكن أن تجيب على أسئلة البحث وعرضها من خلال تقسيمها إلى المباحث التالية :



    المبحث الأول

    واقع تكنولوجيا التعليم في البلاد العربية:

    بالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي شمل مختلف نواحي الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية في الدول المتقدمة فإن مصطلح تكنولوجيا التعليم أو تكنولوجيا التربية أو التقنيات التربوية قد استخدم منذ أواخر الستينات في الدول المتقدمة وعملت معظم الجامعات الأوروبية على إنشاء أقسام وإدارات ومراكز متخصصة في تكنولوجيات التعليم أو تكنولوجيا التربية – بالرغم من هذا كله فإن البلاد العربية ما زالت تستخدم مصطلح الوسائل التعليمية وأحياناً السمعية والبصرية، أو وسائل الإيضاح أو المعينات التعليمية.

    (12 ,ص 16)



    إلا أن وظيفتها واحدة تقتصر على إعانة المعلم ومساعدته في توضيح ما يصعب على الشرح النظري توضيحه فقط. فمصطلح وسائل الإيضاح كان يفهم منه أنها وسائل تساعد على توضيح الدروس، ومصطلح الوسائل المعينة أو المساعدة، نفهم منه أنها تعين المدرس وتساعده، ومصطلح الوسائل السمعية استخدم عندما عرفت المسجلات الصوتية والراديو في بادئ الأمر، ثم الوسائل السمعية البصرية عندما عرفت التلفزيون وأجهزة العرض السينمائية وغير ذلك. وبالرغم من استخدام مصطلح الوسائل التعليمية أكثر وضوحاً من غيره إلا أن استخدامه لم يغير شيئاً من الوظيفة التي كانت تؤديها. وسائل الإيضاح فهي وظيفة ترتبط بالمعلم باعتباره مفتاح عملية التعليم والتعلم ولم ترتبط بالطالب ( المتعلم ) وبعملية التعليم ككل. ( 13، ص 271)

    ورغم ذلك فإن تكنولوجيا التعليم لم تلقى الأهمية المناسبة في مجال التدريس حتى الآن من الجهات والمؤسسات المسئولة في البلاد العربية عن التعليم والتدريب ما يتناسب والأهمية من جهود ورعاية وإنجاز. وتعاني الكثير من الأقسام العلمية والأكاديمية والتدريبية من نقص يكاد يكون شاملاً. إذ يقتصر اعتمادها في التدريس على الكلمة السبورة والطباشير. وفي الحالات القليلة التي تتوافر في بعض الأقسام والمدارس أو الكليات، الوسائل والتقنيات والتكنولوجيا التربوية التي أنفقت في شرائها مبالغ مالية كبيرة من عملات أجنبية، نجد أن معظمها لا زال باللغات الأجنبية دون تعريب أو تطوير يتناسب وظروفنا ويتفق مع معايير وأسس اختبار الوسائل التعليمية , وما زال حبيس رفوف المخازن عرضه للتلف دون أي استعمال أو إفادة في تبادل الخبرات مع جهات أخرى هي في أمس الحاجة إليها. ( 4 ، ص 87)

    ورغم ما يتم الأنفاق من على إعداد وتدريب المعلمين الفنيين في مختلف التخصصات داخل البلد أو خارجه وعلى استخدام التقنيات ( في بعض البلاد العربية ) الحديثة في التدريس والتدريب نجد أن المعلم أو المدرب الفني يحاول الابتعاد عن استخدامها خلال ممارسته العملية للأنشطة التدريسية والتدريبية.

    وإذا ما تعمقنا في دراسة الأنظمة التعليمية في البلاد العربية وتعمقنا في مضمون تحليل محتوى المناهج الدراسية لوجدنا أن تكنولوجيا التعليم ما زالت رغم التقدم العلمي وثورة تكنولوجيا الاتصالات لا تنال الاهتمام الكافي من قبل أعضاء الهيئة التدريسية أو التدريبية، فهي ما زالت تأتي في المركز الثانوي لأساليب التدريس والتدريب التقليدية كالمحاضر والإلقاء بالشرح اللفظي, وتقتصر وظيفتها في نظر البعض على تكملة طرق التلقين التي تأتي في المكان الأول في عملية التدريس . فالتكنولوجيا التعليمية في النظام المدرسي والتعليمي على اختلاف مستوياته لا تشكل ركناً أساسياً في العملية التعليمية التعليمية، فهي تحظى بالتأكيد اللفظي أكثر من الممارسة العملية الفعلية التي يقوم بها المعلم والمتعلم على حد سواء.









    المبحث الثاني

    أهمية تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية في عملية التعلم والتعليم:

    يعلق كثير من العاملين في مجال تكنولوجيا التعليم آمالاً واسعة على الدور الذي يمكن أن تلعبه تكنولوجيا التعليم إذا ما أحسن استخدمها وتوظيفها في العملية التعليمية التعلمية باعتبار أنها تدخل في جميع المجالات التربوية من أجهزة وأدوات ومواد ومواقف تعليمية وإستراتيجية والتقييم المستمر والتغذية الراجعة ، ودور المعلم في عهد تكنولوجيا التعليم ( الدور الجديد للمعلم والمتعلم ) والمشاركة الفعالة من قبل المتعلم مما يؤدي إلى التطور الفعال والزيادة الملحوظة في إنتاجاتها العملية والتعليمية. (15، ص54)

    وقد أدرك رجال التربية والتعليم فوائد ومزايا استخدام تكنولوجيا التعليم في عملية التعليم والتعلم لما تركته من أثار ايجابية أثبتتها البحوث والدراسات وانعكست في نوعية المخرجات التعليمية واكتسابها للمهارات والخبرات والمعارف بشكل أكثر فاعلية وتطور مما يمكن جيل المستقبل من مواجهة التحديات ومواكبة عصر التكنولوجيا المتسارع. ويمكن أن نوضح أهمية الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم بشكل عام, لان لكل وسيلة خصائص مميزة يستطيع المعلم التعرف عليها:

    1- تحسين نوعية التعليم وزيادة فاعليته من خلال:

    ‌أ. حل مشكلات ازدحام الصفوف وقاعات المحاضرات: فمن الملاحظة من مراجعة إحصائيات التعليم تشير إلى إن الإقبال على التعليم في البلدان العربية يزداد باطراد مما يزيد الضغط على التعليم حيث أن قرابة نصف الشعب العربي هم دون سن ( 18 ) سنة، ناهيك عن ازدياد الإقبال على التعليم المدرسي النظامي, الأمر الذي يجعل الصفوف الدراسية مزدحمة , لا يستطيع المعلم أن يحسن تدريسه فيها ضمن الإمكانات التقليدية ومن هنا تسهم تكنولوجيا التعليم في تعليم الأعداد الكبيرة من الطلبة دون زيادة كبيرة في النفقات من خلال استخدام أجهزة العرض الضوئية, والتعليم المبرمج والأشكال المختلفة من التعلم الذاتي.

    ‌ب. مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة في مختلف الفصول الدراسية من خلال ما تقدمه من مساعدة في تنويع مصادر التعليم, مما يساعد المتعلم على السير في تعلمه حسب سرعته وما لديه من خصائص وإمكانات وقدرات, فالمتعلم في ظل تكنولوجيا التعليم هو محور العملية التعليمية. وهناك تفاوت كبير في معدلات التعلم لدى مختلف الطلبة ويمكن تحقيق ذلك عن طريق اعتماد البرنامج التعليمي Programmed Instruction والحاسوب التعليمي Instructional Computer .

    ‌ج. مكافحة الأمية التي تقف عائقا أمام تطوير التنمية في مختلف المجالات من خلال توظيف وسائل التعلم والإعلام، ونظم المعلومات وشبكاتها بشكل فعال وهادف.

    ‌د. تدريب المعلمين في مجال إعداد الأهداف التعليمية وكيفية صياغتها وتعميم التدريس وإنتاج المواد التعليمية واختيار طرائق التدريس المناسبة.

    2- تساعد على توفير فرص للخبرات الحسية بشكل اقرب ما تكون إلى الخبرات الواقعية. حيث تعمل تكنولوجيا التعليم على توفير خبرات واقعية حقيقية أو بديلة، وتقرب الواقع إلى أذهان الطلبة لتحسين مستوى التعليم, وتعويضهم عن الخبرات التي لم يتمكنوا من الحصول عليها لأنها حدثت في الماضي أو في مكان بعيد أو بسبب خطورتها أو موسميتها أو صغرها أو كبرها.

    3- استخدام وتوظيف مجموعة من الوسائل في الموقف التعليمي التعليمي وبشكل متكامل الذي يعمل على توفير تعلم أعمق واكبر أثرا ويبقى زمنا أطول. وقد أثبتت التجارب انه كلما اشتركت أكثر من حاسة في عملية التعليم والتعلم كلما كان المردود من المعرفة والخبرة اكبر, لان سوية الإنسان العقلية والنفسية والجسمية تشكل مناخا خصبا للتعلم والنمو. (16، ص 12)

    الشكل التالي يبين مدى تفاوت نسبة تعلم الإنسان من خلال حواسه المختلفة



    ت

    نوع الحاسة

    نسبة التعلم

    الملاحظات

    1

    حاسة البصر

    75%

    تشكل أعلى نسبة في التعلم


    حاسة السمع

    13%

    قليلة نسبيا


    حاسة اللمس

    65%

    تلي نسبة حاسة البصر


    حاسة الشم

    3%

    اقل تعلم


    حاسة التذوق

    3%

    اقل تعلم




    و تؤكد هذه النسب أهمية إشراك اكبر قدر ممكن من الحواس في عملية التعليم والتعلم وتؤكد أيضا القول الشائع بين الناس " اسمع فأنسى، أرى فأتذكر, اعمل فأتعلم " وتساعد تكنولوجيا التعليم على التذكر وسرعة التعلم أو التدرب وتثبيته. كما توصلت دراسات وأبحاث تربوية ميدانية إلى أن نسبة تذكر الفرد لما تعلمه أو تدرب عليه تختلف باختلاف الحاسة أو الحواس التي وصلت عن طريقها.





    شكل يبين ما ثبت تذكره للفرد بعد إجراء العمل عبر حاسة أو أكثر.



    ت

    نوع الحاسة

    العمل

    نسبة التذكر

    1

    البصر

    قرأ

    10 %

    2

    السمع

    سمع

    20 %

    3

    البصر

    شاهد

    30 %

    4

    سمع + بصر

    سمع + وشاهد

    50 %

    5

    يتكلم بلسانه

    تحدث

    70 %

    6

    يتكلم عن أدائه عملا

    روى حديثا مقرونا بعمل أداه

    90 %




    تعمل على إثارة اهتمامات الطلبة وهوايتهم وتجديد نشاطاتهم ومشاركاتهم وإشباع حاجاتهم للتعلم: فميزة تكنولوجيا التعليم تثير هوايات الطلبة , واستثارة اهتماماتهم، وتشويقهم نحو موضوع الدرس أو التدرب ومواصلة العمل, كما أنها تقدم خبرات متنوعة يأخذ منها كل طالب ما يحقق أهدافه أو يثير اهتمامه، بالإضافة إلى أنها تبعث فيهم السرور لتقبل المعلومات وتجدد من نشاطهم لمتابعة الدرس والبحث عن الحقائق العلمية والتوصل إلى نتائج. وعلى المعلم أن يدرك بأن أهمية تكنولوجيا التعليم لا تكمن فيها بحد ذاتها، وانما بمقدار ما تحققه هذه الوسيلة من أهداف سلوكية محددة ضمن نظام متكامل يضعه المعلم لتحقيق الأهداف العامة والخاصة للدرس. ( 17, ص 13-14 )

    وإذا ما أحسن المعلم توظيف تكنولوجيا التعلم وتحديد الهدف منها ورسخه في ذهن المتعلم فان ذلك سيؤدي إلى زيادة مشاركتها الايجابية في اكتساب الخبرة وتنمية القدرة على التفكير والتأمل ودقة الملاحظة.

    5- تعمل على دفع إنتاجية المؤسسات التعليمية أو التدريسية كماً ونوعاً:

    ويقصد برفع الإنتاجية في هذا السياق تقليل حجم الإهدار في العملية التعليمية أو التدريبية وتحسين مستوى الخريجين وذلك من خلال:

    أ‌- تقليل عدد المتسربين من التعليم , وخفض حجم الغياب الذي يحدث غالباً نتيجة للملل والضجر والركود الذي يعاني منه الطلبة. فقد أثبتت البحوث الميدانية العملية إن أسلوب اعتماد التكنولوجيا في التدريس يؤدي إلى تخفيض نسبة الغياب مقارنا بالطريقة التقليدية التي تغفل استخدام تكنولوجيا التعليم.

    ب‌- خفض حجم الرسوب من خلال تسهيل عملية التعليم والتعلم وتبسيط المفاهيم والمعارف وإيجاد الأجواء المشوقة، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى زيادة عدد الناجحين.



    المبحث الثالث

    دور المعلم والمتعلم في عصر تكنولوجيا التعلم:

    من المتفق عليه في الأوساط التربوية أن التعليم يهدف إلى تزويد المتعلم بالخبرات والاتجاهات التي تمكنه من النجاح في حياته العملية والعلمية ومواجهة تحديات ومشكلات المستقبل بطريقة علمية منهجية تستند في أصولها وتعاملها إلى أسس التفكير العلمي السليم.

    ومن الواضح أن مثل هذا المفهوم للتعليم يصعب تحقيقه من خلال الطرق التقليدية التي تمارس في بعض مدارسنا العربية وتعتمد على التلقين والإلقاء. ومن هنا نؤكد ضرورة إبراز دور المعلم في توفير مجالات الخبرة التي تتيح للمتعلم متابعة التعليم لاكتساب الخبرات ليكون قادراً على مواجهة التحديات والمتغيرات المتواصلة في متطلبات الحياة والمشكلات المصاحبة لها. (18 ، ص 23)

    وحتى يتم تحقيق أهداف التربية بشكل عام, لابد للمعلم والمتعلم من اللجوء إلى استخدام التكنولوجيا التعليمية لما لها من أهمية في تحقيق فكرة أن المتعلم هو محور للعملية التعليمية التعليمية، و لتأكيد فان هناك بعض المبادئ الأساسية المتفق عليها من قبل العاملين في مجال التربية وعلم النفس والتي يمكن تحقيقها عن طريق التطبيقات التربوية لتكنولوجيا التعليم وهي على النحو الآتي :

    ‌أ. أن يتعلم المتعلم بنفسه من خلال التعلم بالعمل والتعلم الذاتي.

    ‌ب. يتعلم كل طالب بحسب سرعته وقدراته الخاصة, حيث نلاحظ تفاوت كبير في معدلات التعلم لدى مختلف الطلبة عن طريق استخدام البرنامج التعليمية بمختلف الطرائق كالحاسوب التعليمي.

    ‌ج. يتعلم الطالب قدراً أكبر من الخبرات والمهارات حين يقوم بتنظيم مادة التعليم وتعزز كل خطوة من خطواته بشكل فوري من خلال التغذية الراجعة عن طريق استخدام التعليم المبرمج.

    ‌د. أن يتقن المتعلم كل خطوة من خطواته اتقاناً تاما قبل ان ينتقل إلى الخطوة التي تليها " Mastery Learning ".

    ‌ه. تزداد دافعية المتعلم إلى التعلم عندما تتاح له الفرصة بان يكون مسئول عن تعلمه ويعطى الثقة لنفسه, وواضح ان جميع تطبيقات تكنولوجيا التعليم تهتم بتحقيق ذلك.

    وبدخول تكنولوجيا التعليم إلى مجالات التربية والتعليم, خرجت وظيفة المعلم من مجرد التلقين إلى مهام ووظائف أخرى، حيث أصبح المصمم والمبرمج التربوي الذي يوظف جميع معطيات التكنولوجيا لخدمة الأغراض التعليمية، وأصبح مدى نجاح المعلم يقاس بقدرته على تصميم مجالات التعليم بمساعدة الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم والتي تساعد كل فرد على اكتساب الخبرة التي تؤهله لمواجهة متطلبات الحياة العصرية. ( 19، ص19 )

    لقد أصبح مؤكدا لدى رجال التربية والتعليم أن الاستعمال الأمثل للتكنولوجيا التعليمية و مستجداتها ( مستحدثاتها ) التربوية Educational Innovation سيضاعف من فاعلية المعلم ويساهم في نشر اكبر قدر من التعليم لأكبر قدر من المتعلمين وبأفضل طريقة ممكنة.

    وأن تطبيق تكنولوجيا التعليم في النظام التربوي يتطلب تحديد الأدوار والمسؤوليات والنشاطات لجميع المشتركين في العملية التعليمية, وكمعلم يشارك في العملية التعليمية فانه يمكن أن يقوم بالأدوار التالية في ظل تكنولوجيا التعليم:

    1. دور المعلم كمطور تربوي وتعليمي:

    لكي يقوم المعلم بمثل هذا الدور بفاعلية, لابد أن يدرك بان هناك أنواع مختلفة من مهارات الاتصال وتكنولوجيا التعليم يمكن أن تساعده في تحقيق أهدافه وأعماله ومن بينها:

    1- يجب أن يعرف المعلم الأنواع المختلفة لوسائل الاتصال وتكنولوجيا التعليم الأساسية وخصائصها وقدراتها.

    2- يجب أن يعرف المعلم مهارات كيفية تشغيل الأجهزة الضرورية مثل جهاز عرض الشفافيات OHP, والأفلام, الشرائح, التسجيلات الصوتية والصور المتحركة والكاميرات الفوتوغرافية والرقمية '' Digital Cammera ''.

    3- يجب أن يعرف المعلم المصادر والأدوات المتنوعة للوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم والتي يستطيع إحضارها إلى الفصل الدراسي.

    4- يجب أن يكون المعلم قادرا على تصميم وإنتاج أنواع مختلفة من الوسائل البسيطة ولديه القدرة على استخدام الأجهزة المناسبة، أي تكون لديه مهارة في Software and Hardware.

    5- يجب أن تكون عند المعلم مهارة في كيفية اختيار وتقويم الوسيلة التعليمية وفق أسس علمية.

    6- يجب أن تكون لدى المعلم المهارة في استخدام تكنولوجيا التعليم المناسبة للمواقف التعليمية المختلفة.



    2. المعلم يحرك المناقشات الصفية:

    يساعد المعلم على نقل مختلف الأفكار بين جمهور المتعلمين, ويقوم بنقل المعلومات ووجهات النظر المختلفة ويتولى قيادة المناقشة وتوجيهها نحو مستوى أفضل باستخدام الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم المناسبة.

    3. المعلم موجه تربوي:

    عندما يشعر المعلم بان هناك حاجة لتعلم مهارات معينة، فان دوره يصبح كموجه ومشرف على الأعمال التي يقوم بها المتعلم، وفي هذا الدور يقوم المعلم بتوثيق ملاحظات عن مدى تقدم المتعلمين ويقوم بدراستها وتحلي

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 5:00 am